يبدو أن افرازات العولمة امتد أثرها الى كل المجتمعات وفي كافة أنحاء العالم وعلى كافة مناحي الحياة، وعبر جميع السلوكيات، من ذلك ما ظهر في أنماط الفكر، وفي الذوق العام من الفن، والأكل، والشرب، والملابس وهذا ما اتحدث عنه في هذه الزاوية. انتشرت مسميات كثيرة من أسماء الملابس للجنسين من الرجال والنساء مجاراة للموضة من ضمن الأسماء (حبيبي شطفني، أديني حقنة، الحاج دقس، ابوي ماعرف رباني، كباية، الشداد، السستم، الشبكة). إن تلك المفردات تشير بما لا يدع مجالاً للشك إننا على شفا الهاوية، وأن كثيراً من شبابنا يعاني من خواء العقل والنفوس، وعدم الاحترام للمجتمع واللامبالاة في مراعاة شعور وإحاسيس من يؤلمهم أن يروا جيلاً يُنتظر منه، أن يكون قائداً ورائداً ومسؤولاً في المستقبل، أن يروه بمثل هذا الحال من التردي والانحطاط، الذي يجعل من الواحد منهم شبيهاً ومماثلاً للحيوان في بهيميته. لقد حض ديننا الحنيف على التمسك بفضائل الأخلاق، ولكن كيف يمكن لمن هو في سن المراهقة والشباب والعنفوان والرغبة أن يكبح جماحه وهو يري كل شئ.. معروضاً أمامه بل ويدعوه دون مواربة (انظروا الى الأسماء بعاليه) إن الأمر خطيراً جد خطير والمسؤولية تقع بالدرجة الأولى على الوالدين ومن يقوم مقامهما من الأخوان والأهل، لذا فإنه يتحتم اليوم وقبل الغد أن ننتبه لما يحدث من مظاهر انفلات أخلاقي، ومن تردٍ مريع نرى ثمراته في دور رعاية الأطفال فاقدي السند، وهم أكثر حظاً من اولئك الذين التهمت لحومهم البضة الكلاب الضالة والقطط.