منذ فترة طويلة كنت أتابع قضية مثيرة جرت وقائعها في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بطلتها صبية أمريكية من أصل سيرلانكي اسمها (فاطمة رفقة باري)، لم تبلغ الثامنة عشرة بعد، حيث إنها خططت للاحتفال بعيد ميلادها الثامن عشر في أغسطس القادم، لكنها لن تتمكن من ذلك- فيما يبدو- لأنها خضعت يوم الخميس الماضي لثالث عملية جراحية لاستئصال جزء من رحمها الذي تبرعم فيه السرطان دون أن تشعر بأعراضه إلى أن تفاقم الأمر وانتشرت الخلايا السرطانية لتضرب النسيج اللحمي وتأخذ الفتاة المراهقة إلى مرحلة حرجة أخضعتها لعمليتي استئصال لتلك الأورام من الرحم. قضية (فاطمة رفقة باري) أو قصتها، كانت قد شغلت الرأي العام الأمريكي قبل نحو عام تقريباً، ولم يكن المرض قد أصابها بعد، لكن الذي جعل من قصتها قضية رأي عام، هو أنها هربت من منزل والديها بعد أن أعلنت إرتدادها عن الإسلام واعتناقها للمسيحية ، واتجهت (فاطمة) لإبلاغ السلطات الأمريكية عبر اتصالها بمحققين رسميين وإبلاغهم بأن والديها هدداها بالقتل عندما أعلنت إرتدادها عن الإسلام لتتبنى أجهزة الإعلام ومحطات التلفزة هذه القضية، وأثبت تحقيقان مستقلان في (أوهايو) حيث كانت تقيم، و(فلوريدا) التي فرت اليها، أنه لم يكن هناك أي دليل مادي عن تعرض حياتها للخطر.. ومع ذلك لم تتوقف الصحافة الأمريكية المحلية ولا محطات التلفزيون من استغلال القضية ليحدث التضخيم والإثارة وتتحول قضية فاطمة إلى قضية صراع بين المسيحية والإسلام، وأخذ المرض خلال هذه الفترة ينتشر ويستشري داخل جسد الفتاة المراهقة دون أن تشعر به حتى استفحل، وعندما حدث هذا لم تجد الفتاة الضائعة من يرعاها أو يهتم بها أو بعلاجها المكلف، ولم تجد أحداً ممن آزروها من قبل يقف معها ليخفف عنها الآلام وويلات المرض المخيف. بعض السياسيين دخلوا في خط الإثارة والجدل، وقال قادة محليون لأحزاب سياسية إن القضية أكبر مما هي عليه واتهموا مسلمي الولاياتالمتحدة ووالدي (فاطمة) بالانتماء إلى تنظيم القاعدة أو أنهم عملاء له.. ومع ذلك عندما استفحل المرض وجدت (فاطمة) نفسها وحيدة تعاني ولم يصل اليها في مشفاها سوى أفراد عائلتها الذين أخذوا يتناوبون فيما بينهم على رعايتها. قصة (فاطمة باري) تتطلب منا أن ندعو الله ونسأله أن يشفيها ويردها للإسلام قبل فوات الأوان.. أدعو لها لأنها في انتظار معجزة من السماء لن تتحقق إلا بالدعاء وأسألوا الله أن تعود إلى الإسلام وأن ينير بصيرتها ويضيء قلبها بنور الإسلام من جديد، فقد قال الله تعالى: (ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين). قصة فاطمة هي قضية كبيرة وخطيرة، كبيرة لأن الردة كذلك، وخطيرة لأن هذا الخطر يواجه أبناء المسلمين الذين اختاروا المنافي والمهاجر ولم يلتزموا بتعاليم دينهم أو يتعمقوا في فهمها، لذلك أصبح من السهل اختراقهم.. وهذا واجب الدعاة. اللهم إني أسألك إيماناً دائماً، وقلباً خاشعاً، وعلماً نافعاً ويقيناً صادقاً.. وأسألك ديناً قيماً، وأسألك العافية من كل بلية، وأسألك تمام العافية، والشكر على العافية وأسألك الغنى عن الناس.