مازلت اتحدث عن موضة الملابس التي اجتاحت المجتمعات على مستوى العالم، وحتى في مجتمعنا المحافظ ظل بعض الشباب وليس الكل، يقلد الغرب في الأشياء القبيحة فقط، رغم أننا لا نقلدهم في براعة العلم والاختراع والتطور، والموضة هذه المرة في (رخي البناطلين الموضة أن تنزِّل البنطلون من خاصرتك أو مايسمي بالسستم) عندما أسير في الأماكن العامة.. أو في الأسواق.. تعتريني رغبة ملحة لتنبيه الشاب لرفع بنطاله وهذا حال كثير من الشباب ذكوراً وإناثاً.. وأظل أرقب تلك البناطلين، خشية من أن تقع من على خاصرة كثير منهم، فصيحة الموضة هذه المرة... جاءت عالية... وخاصة لدى الشباب... فلا يرتاع أحد من الأجيال أو الجيل الذي يكبرني، حينما يرى شاباً أوشابة يسير وبنطاله على وشك أن يقع... فالموضة تقتضي هذا الفعل... ولا تكتفي بذلك، ومن شروط هذه الموضة ظهور(الملابس الداخلية)... فهذه الموضة انبثقت من داخل السجون الأميركية، حيث أن ارتداء السروال تحت الخصر أمر مألوف، إذ إنه لا يسمح للنزلاء بارتداء الحزام لأسباب أمنية، خوفاً من استخدامه آلة للقتل أو الضرب أو حتى الانتحار، فتسقط سراويلهم إلى أسفل أردافهم. في تسعينيات القرن الماضي، روّج فنانو موسيقى ال«هيب هوب» لظاهرة السراويل المرخية التي انتشرت فيما بعد داخل المدن وفي الضواحي، وبفضل العولمة الثقافية وأدواتها الترويجية، انتشرت هذه الظاهرة في شتى أنحاء العالم. لكن هذه الظاهرة تثير حالياً انتقادات داخل المجتمع الأميركي، حيث يظهر الثوب الداخلي بكامله تقريباً، مما اعتبر انتهاكاً للآداب العامة. وآثرت بعض الولايات القيام بمبادرات فردية لمكافحتها، وسُنّت منذ 2007 قوانين بفرض غرامة مالية تصل الى 500 دولار، وعقوبة سجن 6 أشهر لمن يمارس هذه الموضة. فهذه الظاهرة التي انتشرت بصورة مزعجة في الآونة الأخيرة، فهي ليست من تقاليدنا، وعلى الشباب الوعي والادراك حتي يكونوا قدوة للمجتمعات الأخرى، فنحن خير أمة أخرجت للناس.