أيام الانتخابات قلت لناس المؤتمر الوطني «خلوا بالكم من الميرغني» رمز الحزب الإتحادي الديمقراطي ولكنهم لم يسمعوا كلامي!! ودائما أقول لهم: أسمع كلام الببكيك ما تسمع كلام البضحكك لأنه في النهاية سيضحك عليك كثيراً وستجلس إنت في «الواطة» و«تبكي بس» وعندها غني كما يحلو لك المغني «دموعك ما بتفيدك وده العملتو بي إيدك». نعم قلت هذا حزب الحركة الوطنية وعندما أقول الحركة «الوطنية» فإنني أعني ما أقول!! فهناك «الإسلامية» وهناك «الشعبية» وهناك «الدارفورية» فالحركة الوطنية هي الامتداد العظيم لذلك الإرث التاريخي الذي أرساه جيل الاستقلال في تقديم نموذج لعمل وطني مشرف يقوم على إعتبارات «الوطنية الحقة» والنظرة الثاقبة البعيدة والاعتدال والسمو والبعد عن المصالح الحزبية والشخصية فالوطن فوق الجميع..!! نعم لقد كان مولانا واضحاً في الحوار الذي أجرته معه «الشرق الأوسط» ولم «يلف» أو «يدور» حول قضايا لا تحتمل كما تفعل بعض الأحزاب ومعها بعض الزعامات. لقد قال مولانا إن قضية البلاد ليست مشاركة حزبه في الحكومة وإن الهم الأكبر هو وحدة البلاد ولم يكتف بذلك أو يناور أو «يلون الأشياء» بغير لونها ولكنه قال: إن انفصال الجنوب تجاوز للخطوط الحمراء في أفريقيا وحال الانفصال لن يكون هناك إستقرار في الخرطوم. فماذا يريد المؤتمر الوطني أكثر من ذلك إذا كان فعلاً في حاجة لحليف حقيقي «يشيل معاه الشيلة» والبلد مقبلة على كل هذه التطورات العنيفة. نعم هذه الكلمات كبيرة ومواقف عظيمة سيحفظها الشعب والتاريخ لمولانا الميرغني وهي مواقف تأتي إمتداداً لسيرة الاتحاديين في الحفاظ على هذا الوطن موحداً ومستقراً وهي مواقف تسمو على ألاعيب بعض أحزاب المعارضة التي يمكنها في رمشة عين أن تبيع تراب الوطن بثمن بخس لأعداء «خريطة المليون ميل مربع»!!. وعندما قلنا للمؤتمر الوطني أن ينظر بجدية لمواقف الحزب الاتحادي الأصل فإننا لا نطلب له مشاركة «ديكورية هزيلة» في كراسي حكم «زائلة وزائفة» ولكننا كنا نتمنى أن يغير المؤتمر طريقته في الاستحواذ على الحكم بتقسيم المناصب بذات سياسات التوازن «القبلية» و«العصبية» و«الجهوية» والتي أركبت السودان مركباً صعباً وهائجاً وهو «نقطة» أقرب للغرق من النجاة!!. أنظروا للأمور بكلية ووسعوا البرامج قبل الكراسي لمثل هذه الأحزاب والمواقف الوطنية العظيمة.