لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يتعرّض الهلال للخسارة في بورتسودان أمس الأول أمام حي العرب إلا أن واقع الحال والمعطيات كانت تقول إن الهلال لم يكن مهيئاً للانتصار أمس الأول حتى إذا لعب في أم درمان ناهيك عن بورتسودان، بعد أن فقد ستة لاعبين من العناصر الأساسية التي كان يعتمد عليها البرازيلي باولو كامبوس مدرب الفريق في المباريات الصعبة وكان غياب ثنائي الدفاع سامي عبدالله وديمبا باري قاصمة الظهر للفريق بعد أن لعب الثلاثي منير أمبدة وصدام الدروشاب وأسامة التعاون بصورة أكدت أن القدر وحده هو الذي جعلهم يرتدون شعار الهلال، وافتقد خط الوسط خدمات علاء الدين يوسف فآلت منطقة المناورة لعرب بورتسودان وصال فيها معتز ومحمد زكريا كما يحلو لهما بعد أن وقع هيثم مصطفى في مصيدة المراقبة وتاه بشة ومهند وخليفة وتاه معهم وسط الهلال لأن عمر بخيت بذل مجهوداً كبيراً حتى خرج متأثراً بالإصابة، ولم يكن خط الهجوم في يومه رغم المجهود الكبير الذي بذله سادومبا ولكنه لم يكن موفقاً في هز الشباك بينما كان كاريكا هو هو منذ انطلاقة الموسم مهاجم بدون أنياب، ومع هشاشته تذكرت الجماهير شراسة أحمد عادل ومراوغات أمبيلي، ولم يكن البدلاء بأفضل من الذين خرجوا ليجد الهلال نفسه خاسراً بهدفين أمام السوكرتا الذي عمل للانتصار وكسب الاحترام بينما دخل الهلال بثنائية مقدّم ومعتز غرفة الإنعاش بالممتاز وتلقى الهزيمة الثانية في الدوري وتجمّد رصيده عند (30) نقطة محتلاً المركز الثاني خلف المريخ.. وما قدّمه الهلال من مستوى أمام حي العرب بورتسودان لم يكن بسبب الأخطاء الفنية التي ارتكبها كامبوس في مباراة النيل الحصاحيصا عندما أمر سامي عبدالله بنيل البطاقة الثانية ليتوقف حتى جاءته الطامة الكبرى بإصابة ديمبا باري، إنما لعبت الأخطاء الإدارية دوراً مباشراً في نتائج الهلال الحالية حيث ترك أعضاء المجلس الفريق يقاتل وحده وقرر صلاح إدريس رئيس النادي بالابتعاد من أجل كشف أعضاء مجلسه ولكنه في النهاية كشف الهلال، حتى انهالت الحجارة على رؤوس اللاعبين من قبل الجماهير الغاضبة في بورتسودان وأصبح النادي بسبب أخطاء المجلس والمدرب على بعد خطوة من الحريق.