العربدة الإسرائيلية الفاجرة، التي يقابلها صمت مهين، ومواقف مخزية، من القيادات العربية، التي من المفترض أن تكون هي (صاحبة الوجعة) عقب كل إهانة أو ضربة إسرائيلية، تشجع دولة الكيان الصهيوني على التشدد في المواقف، وفي ردود الأفعال القاسية، التي لا تتناسب مع المواقف، مثلما هو حادث الآن في قضية أسطول الحريّة، الذي تحرّك يحمل الإغاثات والمؤن لأبناء غزة المحاصرين.. وذات الصمت، والمواقف المخزية، من قبل (أهل الوجعة) الذين يردّدون، عبر أجهزة إعلامهم عالية الصوت، أنّ قضية فلسطين هي قضيتهم المركزية، ذات هذه المواقف تجعل الآخرين في المنظمات الدولية والإنسانية لا يكترثون كثيراً لما تقوم به دولة البغي والعدوان، ولا يحرصون إلاّ على إصدار بيانات الإدانة والاستنكار التي تضيع أدراج الرياح، وتتكسّر مفرداتها وحروفها على المسطّحات المائية والمحيطات، دون أن تترك أثراً.. فالمجرم -وهو إسرائيل- يعلم أنه فالت فالت من العقاب، والضحايا لا بواكى عليهم. ما حدث بالأمس هو فضيحة، ومذبحة غير إنسانية، لذلك نتوقع أن يجمد العرب محادثاتهم حول السلام مع إسرائيل، ونتوقع أن يخرج الناس إلى الشوارع؛ شجباً للحدث المهين، وضغطاً على حكومات لم يوقظها قصف المدافع، ولا أصوات الثكالى النائحات.. لم تكفِنا البيانات التي تشجب، ولن تشفي غليلنا مناحات مكبرات الصوت، ولا الإعلان عن الحداد.. لن يكفينا من كل هذا شيء، لا بدّ من المواجهة والضربات الموجعة.. ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العظيم.