إن مشكلة المياه تتجدد في كل صيف.. ويمني الناس أنفسهم بعد كل معاناة بأنه سيحدث تغيير في الصيف القادم، بالوعود التي يتلقونها من المسؤولين.. ولكن يظل الحال كما هو.. منذ عام أو أقلّ بقليل، جلس على كرسي الهيئة القومية للمياه، المهندس خالد حسن إبراهيم.. استبشر الناس خيراً بقدومه، بعد الوعد الذي قطعه على نفسه بأنه(سوف يقدم استقالته إن لم تتحسن المياه في الصيف القادم) الحمد لله هذا وعد كبير، وخير وفير إن أنجز.. المهندس خالد كان قد صادف تنصيبه على هيئة المياه الشتاء الماضي.. وجاء الصيف!! ولم تتحسن المياه في شيء، كعادتها القديمة، قطوعات متواصلة آناء الليل وأطراف النهار.. نحن هنا لسنا بصدد سؤال المهندس عن استقالته التي لم يقدمها حتى الآن، والتي لن نستفيد منها شيئاً حين حدوثها.. نحن لا نحتاج إلى تقديم استقالات بقدر ما نحتاج إلى من يفي بوعده لنا.. فقد كثرت الوعود في زماننا هذا ، وعانينا منها كثيراً، فقد وعدنا ووعدنا ووعدنا، ومسلسل الوعودات لا ينتهي عندنا.. نرجع إلى المهندس خالد، نسأله أين وعدك بأنك سوف تسعى لتصليح قطوعات المياه المتواصلة، وكانت أمامك فترة كافية، لكي تفي بوعدك من الشتاء إلى الصيف، إذا فعلاً سعيتم لتصليح الأعطاب التي تبررون بها قطوعات المياه في كل صيف.. إننا نتعجب ما الذي يمنع هيئة المياه من تحسين المياه؟ أين المستحيل الذي يجدونه كل صيف يقف حائلاً أمامهم لتحسينها؟ ولماذا يطالبون المواطنين بتسديد فواتيرها وهم لا يستطعيون توفيرها؟ هل لكي يزيدونهم عبئاً على أعبائهم الكثيرة؟ وهل يعقل أن أدفع مبلغاً ولا أجد له مقابلاً؟ رجاءً يا سيادة المهندس أن تفي بعهدك الذي قطعته على نفسك (فإن العهد كان مسؤولاً).