قبل عام أو ما يزيد كنت قد كتبت عمودي عن مشكلة المياه.. التي حصلت في ذاك الصيف، وكنت قد ذكَّرتُ رئيس هيئة المياه الباشمهندس خالد حسن إبراهيم بوعده الذي قطعه على نفسه.. حيث كان قد جاء خلفاً لمديرها السابق .. وقال المهندس خالد في وعده ذاك«إذا لم تتحسن مشكلة المياه في الصيف - وكان هذا الكلام في الشتاء ذاك العام- سوف أقدم استقالتي».. وجاء صيف ذلك العام ولم تتحسن المياه.. بل ازادت سوءاً... فأشرت له في عمودي بأنه لم يحسِّن مشكلة المياه ولم يقدم استقالته التي لن نستفيد منها شيئاً.. وعليه أن يعالج مشكلة المياه بدلاً من الاستقالة. وكانت «آخر لحظة» قد استضافت في منبرها الأسبوع الماضي الباشمهندس خالد حسن ابراهيم وأركان حربه ليتحدثوا عن مشكلة المياه التي أصبحت ملوثة بعد انعدامها.. ومن سوء حظي أنني لم أحضر تلك الندوة.. ولكنني عرفت ما دار فيها من بعض الزملاء.. حيث دافع المهندس وأركان حربه عن جهودهم المبذولة.. وشرحوا لتيم «آخر لحظة» كيفية سير العمل بالمحطة وحرصهم على ترقية الخدمات للمواطنين.. وأرجعوا مشكلة تلوث المياه إلى «صهاريج» المواطنين التي وصفوها «بالمتسخة» لأنها لا تجد الرعاية من أصحابها والنظافة المستمرة!!.. مادعاني أن أكتب في هذا الموضوع مرة أخرى هو أنه حضر أمس بمقر الصحيفة صاحب شركة خاصة بمنطقة بحري وهو يحمل معه كوب ماء.. وما أدهشني منظر ذلك الكوب.. أي أن هذا الرجل حمل كوب الماء من بحري إلى الخرطوم... فسألته واستفسرت عن الحاصل وعرفت أن هذا الكوب به ماء بها «ديدان»..علماً بأن هذا المياه أتت من «الحنفية» مباشرة و هذه الشركة لا تمتلك «صهريجاً»... ولكنني أريد أن أسأل المهندس خالد وأركان حربه سؤالاً بريئاً.. من أين أتت تلك «الديدان» إلى حنفية ذلك المواطن المغلوب على أمره .. وسؤال آخر من أين أتت تلك «الديدان» إلى الصهاريج وهي تنظف يومياً وذلك لعدم وجود المياه بها.. لأن المياه في تلك الأحياء لا تأتي إلا ليلاً.. لملء «الصهاريج».. أي أن ليس بها ماء راكد لتكون فيه «ديدان أو يرقات».. يا بشمهندس خالد هناك ناقوس خطر يضرب بشدة على هيئتك وإن لم يزعجك ضرب ذاك الناقوس فقد أزعج غيرك.. ورسولنا الكريم «صلى الله عليه وسلم» قال: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».. فلا ترمي اللوم على الناس وأنت في يدك العلاج.. وكله إلا الماء فقد خلق الله منه كل شيء حي.