من الذين ظلمهم التاريخ وظلمتهم المكايدات السياسية الصاغ صلاح سالم الوطني السوداني المصري .. المكلف بقضية السودان من قبل مجلس قيادة الثورة المصرية والتي هو أحد صناعها وأبطالها. وصلاح سالم رجل صادق الوطنية شديد الإيمان بقضية الوحدة بين مصر والسودان، بل هو نفسه شأن رفيقَي دربه اللواء الرئيس محمد نجيب والبكباشي الرئيس أنور السادات، يمثِّلون أجلى معاني الوحدة بين شطري وادي النيل.. والذي لا يعرفه الكثيرون أن صلاح سالم وشقيقه البكباشي جمال سالم من مواليد سنكات بشرق السودان مقر عمل وقيادة والدهم مصطفى سالم.. ولولا أحداث 1924م وتمثيلية اغتيال السير لي ستاك حاكم السودان العام في 1924م وإخراج الكثيرين من ذوي الأصول المصرية من السودان.. لكان صلاح سالم أحد أقطاب الوحدة من أبناء السودان شأنه شأن الكثيرين من الذين امتزجت أصولهم المصرية والسودانية هنا وهناك، وإذا كنتُ قد ذكرتُ ثلاثة فقط من ذوي الأصول السودانية المصرية الذين أثَّروا في تاريخ مصر.. استطيع أن أذكر بالمثل المئات من القادة والمبرِّزين الذين أثروا، بل صنعوا ملامح تاريخ السودان، وتعود أصولهم إلى شمال الوادي، أو إلى حلوق الريف.. كما نسمي منطقة التمازج القومي الأبدي والخالد والعريق بين أبناء الوادي الواحد. الذين يسخرون من هذا البطل القومي الوحدوي سُذَّج يتابعون خُبث المخابرات المعادية التي كانت تستهدف هذا الرمز الكبير بالتحديد.. وتأخذ عليه عملاً إنسانياً وسياسياً كبيراً اتخذه مع الأشقاء الجنوبيين، وهو رقصه معهم إحدى الرقصات القبلية الحماسية.. وبزيِّهم القومي.. وهو عمل كبير وجميل مارسه مع هؤلاء الأشقاء أغلب زعماء السودان كلما أحببنا أن نؤكد لهم معاني الوحدة والاندماج.. وهذا ما قام به الصاغ المخلص لقضية الوحدة صلاح سالم.. أما الذين يقولون عنه «الصاغ الراقص» فعليهم أن يفكروا آلاف المرات قبل أن يرددوا هذا الاتهام.. ؟