يبدو أن التلفزيون إستفاد كثيراً من دروس الماضي .. ويبدو أنه إستعد جيداً للدخول في مرحلة جديدة من تاريخه ومسيرته .. خاصة وأنه يستعد للإحتفال بيوبيله الذهبي .. وضح ذلك من ذلك من خلال الإهتمام الذي أبداه بالمبدعين من الرعيل الأول والشباب واللقاءات التفاكرية التي درج علي عقدها بين كل فترة وأخري .. ووضح من خلال تكريم الرواد .. وتحفيز الشباب علي الإبداع .. ووضح من إستعداده المبكر لشهر رمضان المعظم .. وكلها أخبار تثلج الصدر لأن التلفزيون عندنا هو الأصل وهو لسان حالنا رغم إستقبال الفضاء لأكثر من قناة فضائية سودانية . إهتمام التلفزيون بالمبدعين وبالذين قدموا له يعني الكثير .. وأول ما يعني ..أن الكثير من الأبواب التي أغلقت في وجوه المبدعين في طريقها لتفتح علي مصراعيها .. ويعني أيضاً أن بلادنا دخلت في مرحلة جديدة .. فصورة التلفزيون هي التي تحدد حال البلد .. وفي هذا الصدد لابد أن نقول أن تلفزيوننا الموقر نجح خلال كل المراحل التي مرت بها البلاد بدءاً من التعبئة والإستنفار ومقارعة الإعلام الغربي وحتي مرحلة الإنتخابات. ما نود أن نقوله أن العبرة ليس في الإستعداد المبكر لرمضان ولا عقد اللقاءات التفاكرية .. ولا في إعداد برمجة تنافس برامج رمضان عند القنوات الفضائية الأخري .. وإنما العبرة في تقديم برامج وسهرات تتلاءم مع الشهر الفضيل وعظمته .. فرمضان هو شهر عبادة وليس شهر تسلية وضحك .. ومسرحيات وأفلام ورقص وغناء .. وهو ما ظلت تطالب به جهات كثيرة وللأسف منها بعض الأقلام .. ولا نريد أن نقول أن أولئك لا يعلمون ما هو رمضان ولا يدركون عظمته .. وإنما نقول أنهم من تأثروا بالفضائيات الأخري التي لا تري في الشهر العظيم إلا الرقص والغناء والمسابقات وبرامج التسلية والترفيه .. ونربأ بإدارة تلفزيوننا الموقر أن تكون بذات الأفكار .. لذلك ثقتنا كبير في أن تقدم لنا برامج رمضانية بمعني الكلمة ..ونثق في أنها لن تلفت للمطالبين بالغناء والرقص والأفلام .كلنا أمل في تخرج تلك اللقاءات التفاكرية مع المبدعين ومع رواد التلفزيون الأوائل بما يسر ويضيف للشاشة السودانية ويرضي المشاهد الذي يعرف قدر رمضان..