عنوان لمؤلف دفع به إلى المكتبات مؤخراً الدكتور عصام يوسف بدرى عضو المجلس الوطنى الإنتقالى السابق وممثل الأخوان المسلمين فيه والذى تشرفت به وبمعرفته أثناء عضويته لمجلس الصحافة والمطبوعات خلال الدورة المنصرمة. والكتاب « الكون خلق وإتصال » يصنف ضمن الإنسانيات حسب التصنيف المتبع بالمكتبات السودانية إذ يتناول موضوعاً مهماً فى مجالات علوم الإتصال الذى يشغل بال الباحثين المتخصصين فيه كما نجد الإهتمام والتقصى من الباحثين الآخرين للوصول الى الحقيقة فى مجال تخصصاتهم والباحث الدكتور عصام بدرى اختار مجالاً صعباً من مجالات علم الإتصال بانتقاله السلس من العالم المادى الى العالم الروحى ومن العالم الحاضر الى العالم الآخر والكتاب الذى يتناول عشرين موضوعاً كل موضوع فيه ينزعك من الغفلة الى التدبر والتفكر ، لم يشأ الباحث أن يتقيد فى تناول هذه الموضوعات المهمه بالتقسيمات التقليدية أبواب ,فصول, ومباحث وإنما أراد أن يتناول كتابه موضوعاً موضوعاً يتعمق ويتقصى ويستشهد بالقرآن الكريم والسنة النبوية القولية والفعلية فى كل موضوع على انفراد ليفيه حقه ويبين معالمه ثم ينتقل للموضوع الذى يليه ثم يليه لذا فقد جاء الكتاب سلساً رفيقاً بقارئه فى الإنتقال وتناول القضايا . يقول الدكتور الحبر يوسف نور الدائم فى تقديمه للكتاب :- « وستجد فى هذا المؤلف ومضات فكرية مضيئة تجمع ما بين الخلق والخالق , والإنسان والكون, والدنيا والآخرة , والجنة والنار ... ينتظم هذا كله فى سلك , ويجتمع فى نظام , ويتوحد فى نسيج يجمع بينه نظر ثاقب , وفكر متوقد , وقريحه مشتعلة ... نظر يقطع الفيافى , وفكر يثب الجبال , وقريحه تخوض البحار ولاغرو فالأخ عصام يوسف بدرى ممن آتاه الله سبحانه الإيمان الذى تظلّل كلماته وتلون تعابيره وتكون أفكاره فإذا هى حية نابضة متحركه تخبرك بأنها خارجه من قلب حى نابض متحرك » . ورغم أن كل موضوعات الكتاب تنقلك الى إتصال ذاتى قوى إلا أن إتصال الموت الاصغر (النوم) وإتصال سكرات الموت والقبر سكن وإتصال من الموضوعات التى اجاد الكاتب تصويرها بالإنتقال من عالم الحياة الى عوالم الآخرة والتى يجب على كل مسلم أن يقف عندها ويعرف كيف يتعامل مع عناصر الإتصال ومصادر الإتصال فيها حتى يكون على أكمل استعداد ليوم الرحيل والى حياة المقر . الدكتور عصام يوسف بدرى قدم مؤلفاً مهماً ليس لطلاب علوم الإتصال والباحثين فيه إنما لكل مسلم يريد التقوى زاداً والجنة مثوى .