أحدث قرار رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بإطلاق سراح د. حسن عبد الله الترابي أمين عام المؤتمر الشعبي تزامناً مع احتفالات البلاد بثورة الإنقاذ الوطني الأربعاء الماضي، ردود أفعال واسعة. وتناقلت وسائل الإعلام والصحف العالمية والإقليمية الخبر. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية القول، بأن إطلاق سراحه «جرى فجأة كما اعتقل فجأة وأن كل ما يعلمه أنه اطلق تزامناً مع الاحتفالات بثورة الإنقاذ» وذكر الترابي طبقاً لقناة الجزيرة أن اعتقاله جاء على خلفية سياسية وحذّر من مغبة أن تؤثر السياسات التي تنتهجها الحكومة على مستقبل وحدة السودان، مشيراً إلى أن الوضع بالبلاد ينذر بحدوث كارثة مما يستدعي «اجتماعاً للصف على أسس الحريات والعدالة». وقال د. الترابي ل «البي . بي . سي» إنه عومل بشكل جيّد وكان معزولاً في السجن و«منع من الاتّصال بأي معتقل آخر» وأضاف أن السلطات لم توجّه إليه أي تهمة ولم تحقق معه بخصوص أي قضية خلال فترة اعتقاله التي امتدت إلى (47) يوماً.وقال صديق نجل د. الترابي لرويترز إن جهاز الأمن والمخابرات طلب منه الحضور إلى المكتب مساء الأربعاء، وأضاف حينما وصلت كان والدي هناك ونقلونا بالسيارة إلى المنزل ولم يفسّر أحد قط لماذا اعتقل ولم يقل أحد لماذا أُفرج عنه».وفي السياق ذاته وصف القيادي بالمؤتمر الوطني الدكتور ربيع عبد العاطي خطوة إطلاق سراح الترابي بأنها تأتي في إطار المساعي الجادة لتوسيع دائرة الحوار بين كافة القوى السياسية لأجل التوافق على صيغة موحدة تجنب البلاد مخاطر التمزق والتشتت. لافتاً إلى أن إطلاق سراح الترابي يبث الطمأنينة في نفوس القوى السياسية والمواطنين بأن الحريات متاحة خاصة حرية الرأي والرأي الآخر، فيما قال الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام إن إطلاق سراح الترابي جاء في وقت مهم لمواجهة تحديات الساحة السياسية ومستحقات الوحدة لأن الترابي شخصية محورية والبلد محتاجة لاستقرار سياسي وطالب عمر الحكومة بالحرص على قضية الحريات وعدم اعتقال أي شخص إلا عند ارتكابه جريمة حتى لا يعود السودان إلى الوراء، وفي الاتّجاه نفسه أشاد القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل مولانا حسن أبو سبيب بالخطوة وشدد على أهمية الضغط من أجل التحول الديمقراطي الحقيقي وإلغاء القوانين المقيّدة للحريات واصفاً ذلك بأنه المخرج الحقيقي للبلاد من الأزمات التي تواجهها.