هبطت الطائرة (المروحية) صباح الجمعة (18/6/2010) بساحة مدارس قرية (شوا) بتلشي، ليترجل منها الأخ مولانا (أحمد هرون) والي جنوب كردفان ونائبه الأخ (عبد العزيز الحلو)، قادمين عبر محلية (لقاوة) بالقطاع الغربي.. ليشهدوا مؤتمر صندوق تنمية القطاع الغربي.. الذي جاء بعد مؤتمر ضاحية ( الستيب) السابق.. بمحلية ( أبيي).. وقرى تلشي تتسلسل على بعد (25) كلم.. شرق مدينة لقاوة.. رئاسة المحلية الصابرة.. التي صمدت قطاعاتها زهاء (عشرين) عاماً (1985م - 2005)وكانت تلشي إحدى مواقع المواجهات المسلحة.. حيث صعدت منها أرواح عديدة لمولاها الأعلى.. وحين سادت بوارق ( نيفاشا) توجست أطراف كثيرة من اقتحام أسواق وموارد المياه بقرى تلشي.. تحسباً وتوجساً، ولما نشطت الخطط والسياسات صادرة من رئاستها (لقاوة)، بدأت النفوس تتمازج من جديد كما كانت (يوماً).. حيث نزلت القرية الرئاسية ( سمنا) من قمة ( الجبل)، وتمددت وتداخلت السحنات واللهجات بعد عام (1956).. العربي منها و(الراطن) وانداحت الطباع والأعراف.. فمثلها قرية ( سلجي) تمازح بالحاء- قرية ( طبق) تظهر أيضاً شرقها ( نمر شاقو) كأنها تسابق قرى (تيما) وجبالاً غربية أخرى.. وسرت بين الناس قيم التوارد والتزاوج، وتداخلت الأعراق فجاءت ونمت قرى تلشي (التوسع) الشهيرة... كلها تباهي- وحتى اليوم- بأنشطتها وشبابها ورجالها ونسائها.. فإن رأيت مسجداً (بشوى) ترى أيضاً الكنيسة والمدارس بها.. وترى المجمع الإسلامي بقرية (رأس الفيل)، وتجد المسجد كذلك بقرية (ملاّ) بالتشديد- ثم مساجد ناشطة في كل من ( لمبو) و (كرلانجا) و( تمبلي) و (لاو) و (سرفاية) و (سعادة)، وهي القرى (التسع) التي تشكل سلسلة جبال تلشي.. والتي جاء مقترح الأخ اللواء / إسماعيل خميس جلاب في اجتماعنا للصندوق (بالستيب)، أن يكون الاجتماع والمهرجان ( الحالي) بأودية وسهول وجبال (تلشي)، فكان اللقاء الجماهيري (اليوم) بتلشي.. إذ التقت الجماعات والفرق التراثية والشعبية.. يرقص شبابها وشيوخها ونساؤها.. فرحين ومبتهجين.. بانعقاد جلسات الصندوق عندهم بتلشي.. فترى لعبة (ضنب البقر) و(كرنك) و (المردوم) و(النقارة) وأغاني الحكامات.. وابتهجت المنطقة كلها بقراها المتعددة المجتمعة.. وأحسنوا استقبال واستضافة الوفود.. وكان أشدهم فرحاً معتمد محلية (لقاوة) تيه توتو.. توتو- وهو شاب رزين مباشر.. أسعدته جماهيره بتلشي حين أبدت هذا المهرجان الاستقبالي (الرائع)، والذي (أي المهرجان) صاحب اجتماعات الصندوق منذ الضحى.. وحتى انفضاض الاجتماعات في(السادسة) مساءً.. وكان المواطنون ينظرون وينتظروننا.. ويتحدثون بثقة ويرجون ويتمنون ألا يكون إقبال ومجئ الناس(لتلشي) هو للمؤتمرات فقط.. بل تلشي وكما أراد أخي(جلاب) مفتوحة وتستقبل القادمين اليها في كل وقت وحين.. وعبر كل الأسواق والساحات وموارد المياه.. والتجارة ونريد أن تنشط وتزدهر مدارسناوبعد قليل- كلياتنا ومعاهدنا.. وتعمر(مساجدنا) كلها.. ولقاوة هي (أمنا) الرؤوم.. التي ماتوانت في احتوائنا واستقبالنا والاحتفاء والاعتناء بنا.. وإن جنحوا للمك (سلمان تيسو) أو السلطان الأستاذ(عباس البدوي كوكو) وأخوانهم الآخرين، فكلهم صدور رحبة، وأيد مبسوطة تنشد الأريحية والنماء.. وتنبذ دواعي الخلاف وزلزلة الاستقرار، وعندما جلس (الصندوق) في افتتاحيته بحضور الأخ مولانا (أحمد هرون) ونائبه الأخ (عبد العزيز الحلو)، استهل- (أي الصندوق)- جلسته بالقرآن الكريم، وخاطب الجميع مرحباً بهم رئيس الصندوق (د. حسين حمدي) مبدياً التزام الصندوق بتبرعه المقدم في دورته واجتماعه السابق (بالستيب)، وهو مبلغ (200.000) جنيه كهدية رمزية.. حينها انبرى (الوالي) و(نائبه) وأعلن مساهمته فوق هدية الصندوق و(خت) مبلغ (300.000) جنيه.. فصارت (الهدية) نصف (مليار) استبشر بها الأخ الشاب ( تيه توتو.. توتو) معتمد المحلية.. واعداً أن يستلمها كلها ليرسم (خريطة) الخدمات التي ستغطيها.. خالصة لمنطقة (تلشي)، فإنه إذا خلصت النوايا والهبات.. فإن الهدايا تفرح المواطن وتقيم صروحاً، تظل مضاهية الجبال والتلال والاشجار، وترفع جباه الأجيال... وتشدهم للترابط والتنافس الحر الذكي... ثم ودعتنا طائرة ( كادقلي)، وتوجهت الجلسة لبرنامجها... وكيفية ربط المقدمات السابقة ببرامج الزراعة والمياه والتعليم والصحة.. ربطها بالخطة الماثلة الآن ثم تحاورت عضوية المجلس في هذه.. وخلصت (للجنة) نافذة في كل نشاط ومجال.. وإن هذه المساعي المتنامية ينبغي أن تكون لوحة(مضيئة) أمام المنابر الرئاسية والدستورية.. وأن التحديات الظرفية الحالية هي(شعار) مرفوع حتى تتحقق الغايات المرحلية.. وإن تلاشت أولويات(نيفاشا).. فإن للصندوق رؤى وقواعد يتحدى بها الانكماش والزوال.. وكل فكرة تحبو ثم تخطو لإعمار الأرض وسد الفجوات الخدمية لمواطن السودان (الهميم).. إذ إن التنمية ورؤية الأفق هي شأن دائم متجدد، ومروحة يهب نسيمها على مخرجات(النفط) و(المدخرات) و(المنعشات) الأخرى.. وفي هذا الاجتماع نشطت الجداول وتبلورت الآراء.. ولخصت الأهداف والغايات والملحقات.. والكتاب مفتوح لكل من أراد أن يقرأ أو يسمع أو يرى.. والنقد البناء هو ساقية الحراك.. وتحيا(تلشي) وإلى كنوز المهرجان والاجتماع القادم وأين هو.؟.