بدا دكتور الفاتح حسين متفائلا بأن تحقق الموسيقى البحتة الانتشار وان تمضي جنبا إلى جنب مع الاغاني.. وهو الذي يصر وفرقته الموسيقية على إقامة حفل شهري من أجل تقديم أعمالهم الجديدة وعلى الرغم من التحديات التي تواجههم الا أنهم مصرّون على الاستمرار داخليا من أجل تعويد الاذان على الموسيقى وخارجيا من اجل عكس موسيقانا للعالم بأسره. فنون الأحداث تحدثت إليه وهو يستعد لإحياء حفله الشهري اليوم الاثنين وكانت المحصلة الاتيةك **لم نكن نتوقع ان يحقق حفلكم الموسيقي الشهري النجاح لأن الاذن السودانية لم تتعود بعد على الموسيقي البحتة كتعودها على الغناء؟ أولا الموسيقي البحتة من ناحية تاريخية هي المسيطرة وهذا على مستوى العالم ومع ذلك هذا لايعني ان الجميع يستمعون الى الموسيقى البحتة. وثانيا تجربتي مع فرقة السمندل التي كوناها في العام 1986م وجدنا انذاك انتقادات من داخل وخارج الوسط الفنين ولكن اصراري أنا والمجموعة على المواصلة جعلنا نحقق النجاح وقدمنا عروضا وقتها في اماكن كثيرة على سبيل المثال قاعة الصداقة والفندق الكبير. أما فكرة الحفلات الشهرية هذه جاءت نتيجة جهود مضنية وتقديم عروض خارج السودان لمدة عشر سنوات وكلما شاركنا وصوفنا بالفرقة المميزة وعندما قررنا اقامة حفل شهري وجدنا الدعم من اسرة نادي الضباط التي وفرت لنا صالة بالنادي **ماهو شكل البرنامج الذي تقدمونه وهل تحرصون على تقديم مقوطوعات لكبار الفنانين بجانب مؤلفات الفرقة مراعاة لجميع الاذواق من جهة ومن أخرى ثمن الدخول كما هو معروف زهيد هل يمكننا أن نقول إن الحفل لايحقق لكم عائدا ماديا؟ حقيقة نحن شديدو الحرص على تقديم برنامج موسيقي ينال رضا جمهورنا ونقدم في الحفل موسيقى بحتة وهي مؤلفات خاصة بنا لأن هدفنا هو عكس الثقافات والايقاعات القبلية التي يزخر بها السودان ويمكنني القول بأن برنامجنا مميز واتذكر جيدا اننا عزفنا مرة واحدة مقطوعة غنائية للفنان الراحل عثمان حسين وكانت أغنية أوعديني وبمناسبة ذكرى رحيله. وفيما يخص دخل الحفل نحن لم نقصد الربح المادي من ورائه وكل ما يأتينا نوفر به احتيجات الفرقة **ألا تتفق معي أن التنوع مطلوب حتى لا يشعر الجمهور أنكم تفرضون عليهم نمطا واحدا من الأعمال؟ نحن لانرفض تقديم أي عمل إذا ما طلبه منا أحد الحضور فهم جالسون أمامنا ونتحدث ويتحدثون الينا وليس لدينا مشكلة في ان نقدم أعمالا لفنانين شكلوا بأعمالهم وجدان الشعب السوداني **هل طموحكم كفرقة موسيقية كما أسلفت يقال عنها خارجياً إنها مميزةن الاكتفاء بحفل شهري فقط؟ (حنعمل شنو) الحفل الشهري يتناسب مع امكانياتنا يعني بالبلدي قدر قدرتنا ولكن حديثك هذا يوجه إلى الجهات المسئولة فالحركة الموسيقية يجب ان لاتكتفي بمهرجان الموسيقى الذي غاب لمدة أربعة عشر عاما وعاد هذا العام وميلاد الاغنيات يأتي كل عامين مرة بجانب مشاركتي في مهرجان الاوبرا كل عام من أجل ان نسمع اعمالنا للعالم من حولنا وحقيقة هذا ليس طموحنا لذا كنت اتمنى ان يتحرك بعض الفنانين الشباب الذين يعرفون جيدا حتى قبل إقامة حفلهم حجم الجمهور الذي يأتي اليهم لأننا أصحاب الوجعة ويجب ان نتحرك وألا نقف مكتوفي الأيدي **في اعتقادي أننا لازلنا نعاني من بعض القصور المتعلق بالموسيقى وعلى سبيل المثال العالم من حولنا قطع شوطاً في مسألة التوزيع الموسيقي الذي يضفي بعدا جماليا للاغاني وبعض الفنانين لازالوا يسقطونه من أعمالهم؟ جرت العادة ان معظم المطربين يكون لأحدهم فرقة موسيقية فيأتي اليهم الفنان ويوجههم ونجد أن هناك ندرة في التعامل مع الموزعين الموسيقيين وهذا لايعني انهم غير موجودين فأنا موزع وعثمان النو ..يوسف الموصلي ..سعدالدين الطيب.. ولكن أيعقل ان يذهب الموزع للفنان بنفسه ويعرض عليه خدماته لذا نجد التوزيع تطور في الدول التي من حولنا لأنها تعتمد على الفكر الاكاديمي وتستخدم الموسيقى بالشكل السليم.