من المنتظر أن يلتئم يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر مارس الجاري المؤتمر العام لجماعة الإخوان المسلمين (الأصل) بقيادة المراقب العام البروفيسور الحبر يوسف نور الدائم بالمقر الدائم للمعسكرات بسوبا وذلك بحضور ألفي شخصية قيادية تمثل قواعد وعضوية الجمعية العمومية للجماعة في المركز والولايات لمناقشة عدد من القضايا والملفات السياسية – الدعوية – الاجتماعية وبعض المسائل التنظيمية المعنية بهيكلة الأوضاع الداخلية للجماعة وفي مقدمتها وضعية مؤسسة الرئاسة والنظر في تجديد الثقة للمراقب العام للجماعة البروفيسور الحبر يوسف نورالدائم والإبقاء عليه لدورة جديدة أو قبول اعتذاره عن مواصلة مشوار (الامارة) بقبول طلب تنحيه وانتخاب خليفة له من قبل المؤتمر العام ثم تعقب مداولات المؤتمر العام وفقاً لدستور الجماعة الدعوة لانعقاد مجلس شورى الجماعة (45) عضواً توطئة لاختيار المكتب التنفيذي (15) عضواً وتسمية أمناء الأمانات القطاعية والوظيفية ويشرف الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه ومساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع علي نافع والقيادي التاريخي بالجماعة الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد وعدد من قادة العمل السياسي والاجتماعي بالبلاد فيما رجحت مصادر في أوساط الجماعة احتمال تأجيل المؤتمر الى أجل غير مسمى نتيجة لعدم الاتفاق على كثير من النقاط والمسائل التي قدمت بعض المقترحات لإخضاعها لمزيد من البحث والتشاور على خلفية ما يتردد عن وجود خلافات وصراعات داخلية حول إعادة هيكلة الجماعة أو ترحيل بعض الأجندة للتداول حولها لاحقاً خاصة فيما يتعلق بطبيعة العلاقة مع الحكومة والموقف من المشاركة السياسية. وعلى المستوى الدستوري تنص مواد النظام الأساسي للجماعة على عقد دورات المؤتمر العام كل 4 سنوات يتم خلالها تجديد المؤسسات والهياكل التنظيمية ومراجعة الأداء العام وانتخاب مراقب عام جديد بحضور مناديب من التنظيم الدولي للجماعة بمصر يمثلون مكتب الإرشاد العالمي بصفة مراقب لفعاليات المؤتمر العام وتتخلل فترة الأربع سنوات قيام مؤتمر تنشيطي يمهد لدورة انعقاد المؤتمر العام. فيما شهد المركز العام للجماعة بالخرطوم قبل أسبوعين قيام مجلس شورى الجماعة الذي أوصى في خاتمة مداولاته بتكوين لجنة تحضيرية مهمتها الترتيب والإعداد للمؤتمر العام تتكون من الدكتور عصام يوسف بدري – سامي عبد الدائم يسين – سعد برهان – عمر شيخ إدريس والتي تعكف هذه الأيام لصياغة وإعداد أوراق العمل واستقطاب التمويل والميزانية وتجهيز موقع المؤتمر واستقبال الوفود المشاركة من خارج الخرطوم في وقت أنهى فيه نائب المرشد العام للتنظيم الدولي للأخوان المسلمين بمصر الدكتور أمين جمعة زيارة عمل للخرطوم وقف فيها على الاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر العام للجماعة. وكان آخر مؤتمر تداولي قد جرت أعماله في يومي (25–26) من شهر يوليو 2010م وناقش عدداً من القضايا والمحاور المتعلقة بمسار الجماعة وتطرقت الأوراق المقدمة الى تطور العمل الإخواني واستعراض أوجه القصور والخلل في المجالات السياسية والإعلامية وتقديم تقارير رقابية لمجلس الشورى بجانب تقارير الأداء التنفيذي وحصر الفعاليات التي أقيمت خلال الأعوام المنصرمة بجانب طرح ورقة سياسية غطت كافة جوانب الأوضاع السياسية التي مرت بها البلاد. وتجئ دورة الانعقاد للمؤتمر الحالي في اتجاهين بحيث يكون المؤتمر العام الأول والمقرر له أن يبدأ في التاسع والعشرين من شهر مارس الجاري كفعالية مفتوحة يشارك فيه بجانب عضوية الجماعة بعض رموز القوى السياسية وقادة الحزب الحاكم. ويقدم المراقب العام للجماعة البروفيسور الحبر يوسف نورالدائم خلال المؤتمر تقريراً شاملاً عن الأوضاع السياسية والظروف التي يمر بها السودان وتطورات الواقع السياسي في أعقاب استقلال جنوب السودان وانفصاله عن الشمال ودور الجماعة في المشاركة في وضع الدستور الدائم لحكم البلاد وطرح خطاب الدورة أمام المجتمعين بينما تنحصر أعمال المؤتمر العام الداخلي الذي يعقد في 15 أبريل القادم في الترتيب لتقييم الأداء الداخلي والنظر في تجربة الاخوان ومشاركتهم في السلطة في المرحلة السابقة والاستماع الى تقارير الجهاز التنفيذي والإشكالات المصاحبة له بجانب وضع الرؤى والموجهات العامة لمستقبل الجماعة وهي جلسات ذات طابع سري مقفول يتم الاستماع فيها لتقارير أداء مسؤولي الاقاليم عن الاداء العام لتحركاتهم ونشاطهم بالاضافة لتخصيص جلسة خاصة للنظر في طلب إعفاء المراقب العام (الحبر يوسف نور الدائم) بعد انتهاء أجل وفترة قيادته للجماعة (4 سنوات) ليتم اختيار مراقب عام جديد للجماعة في الفترة المقبلة (2012-2016م) بعد اعتذار المراقب العام الحالي الحبر يوسف نور الدائم عن قبول التجديد له مرة أخرى بعد التكليف السابق له من شهر مارس (2008–2012م) وإصراره على التنحي وفتح الفرصة لمراقب عام جديد يقود الجماعة في المرحلة القادمة وسبق البروفيسور الحبر على قيادة الحركة الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد الذي شغل المنصب من العام 2004م وحتى العام 2008م هذا وانحصر التنافس لكسب الموقع القيادي بين نائب المراقب العام الشيخ علي محمد أحمد جاويش الذي يمثل الحرس القديم والدكتور عصام يوسف بدري والدكتور سامي عبد الدائم يس وهما من جيل الشباب فيما تشير التوقعات الى ان أقوى وأقرب المرشحين للمنصب هو الشيخ علي جاويش ليكون خليفة للحبر يوسف نورالدائم حيث يفوّض المؤتمر العام مجلس الشورى لانتخاب واختيار المراقب العام طبقاً لبنود الدستور حيث يمنح النظام الاساسي مجلس الشورى اختصاصات وصلاحيات الدعوة لعقد المؤتمر العام وتكوين اللجان التحضيرية وانتخاب المراقب العام للجماعة.