عرف تاريخ الغناء في السوداني طرائف لعدد من الفنانين وأهل الموسيقى وهنالك فنانين اشتهروا على أنهم أهل طرفة ومن ظرفاء المدينة وانتشرت مجموعة من القصص التي بها شيء من الطرافة وهنالك روايات مختلفة بعضها صحيح وأخرى تمت الإضافة عليها ونورد اليوم هنا بعض الطرائف التي عرفها الوسط الفني. سيد خليفة: يا حليل زمان يروي الأستاذ صلاح الدين عبد الحفظ مالك أنه في ذات يوم أتى الأستاذ إسماعيل عبد المعين بصور تذكارية يعود تاريخها إلى عهد الخمسينيات والستينيات وهي مجموعة نادرة وبها عدد ضخم من الصور غير المنشورة.. وكان من ضمن الحضور الفنان حسن عطية وسيد خليفة والعازف الزبير محمد حسن أصابتهم الدهشة لمجموعة تلك الصور وحينها كان المرحوم إسماعيل عبد المعين يسأل متحدياً ويشير إلى صورة محددة ويسأل عن هوية صاحبها فأشار إلى صورة شاب في العشرين أو أقل بقليل، وقال متحدياً من يكون هذا؟ هنا وجم الجميع وصمت سيد خليفة مدعياً عدم معرفته بصاحب الصورة الذي كان هو شخصياً لا سواه وحين عجز الجميع عن معرفته أشار عبد المعين إلى سيد خليفة قائلا إنه «أبو السيد» فرد سيد خليفة «حليل أيام زمان يا ريت لو الزمن رجعني لزمني في تلك الصورة لأصبحت عالما» فقال له حسن عطية «لا بالله إنت رسلوك أهلك عشان تبقي شيخ بقيت فنان». عبيد الطيب والهمباتة طرفة أخرى حدثت للفنان عبيد الطيب في إحدى الليالي حيث كان عائداً من حفل زواج بحي الأمراء بأم درمان راكباً دراجته فاستوقفه بعض الرباطين في مدخل (خور الفتيحاب) وبعد التفتيش الدقيق غاظهم أن لا يعثروا على شيء في جيوبه سوي علبة السجائر التي أهداها العريس له وكان عبيد لا يدخن، وعندما لمحو العود مربوط في كرسي العجلة الخلفي سألوه باستخفاف (انت شغال شنو يا اخينا؟) وعندما اجاب بأنه فنان كذبوه ثم طلبوا منه الغناء تحت التهديد، وجلسوا جميعاً على الرمل ونقرش عبيد العود وغنى لهم (يا قائد الاسطول)، ثم أغنية (يا سايق يا رايق) ورائعة حسين عثمان منصور (يا روحي سلام عليك) فطربوا طربا شديداً ونسوا ما كانوا فيه من الفتك والهمبتة وقاموا بتوصيله إلى منزله حتى لا يسطو عليه آخرون يعرفون مواقعهم.