تعد أشجار التبلدي من نوعية الاشجار ذات الخصوصية بدءاً من ظروف إنباتها مروراً بضرورة رعايتها والاهتمام بها طيلة السنوات الأولى وانتهاء بمرحلة الثمار. وتتطلب التبلدية كما يطلق عليها أهلنا في غرب السودان مناخاً خاصاً حيث تنتشر في المناطق القاحلة جنوب الصحراء الكبرى بعدما ثبت عدم ملاءمتها للمرتفعات والأماكن العالية شاهقة الارتفاع. يمتاز التبلدي بساق ضخمة وأوراقه كبيرة الحجم وأزهاره بيضاء بينما تتخذ ثمرته شكلاً مجوفاً يمثل حماية للثمار ( الجرو ) ويحتضن بداخله بذرة مغطاة باللون الابيض وهي التي يعرفها الناس بالقنقليز . وعن الجرو وميزاته تقول جواهر جابر في حديثها لمنوعات الأحداث: الجرو هو ابن التبلدية كما نسميه في الغرب وهو اسم الغطاء الذي يحيط بالقنقليز ولابد من كسره حتى نحصل على الثمار. ومضت قائلة: يقوم الأهالي المحليين في المناطق المختلفة بغرب السودان باستخراج القنقليز وأكله أو تحضيره كعصير من الجرو مباشرة, لكنهم لا يفضلون بيعه بالجرو لأن الجوال يحمل كمية بسيطة وبالتالي ترتفع كلفة ترحيله وتقل عائداته لهذا يلجأ الناس الى ( فقش ) الجرو واستخراج القنقليز ( الثمرة ) منه وجمعها في جوال كبير ومن ثم عرضها للبيع لتحقيق عائد مادي أفضل بكثير من الطريقة الأولى. ويستعان بالقنقليز كمشروب يقدم للناس في المناسبات المختلفة حيث له العديد من الفوائد والميزات الصحية التي أثبتتها تجارب الناس بالاضافة للبحوث والدراسات العلمية أيضاً فهو مغذ ومفيد للحد من حالات الاسهالات , وآلام البطن , ويتزايد الاهتمام به في شهر رمضان حيث يفضله الصائمون. أنا أحب القنقليز سواء جاف أو عصير أو ( بالوظة ) حيث يتم غمره بالكركدي أو الشطة ومن ثم أكله هكذا قال إبراهيم سالمين في حديثه وأضاف: زملائي في المدرسة مولعون بشرائه عقب انتهاء اليوم الدراسي أو في ( الفسحة ) نتاسبق جميعاً للحصول عليه. ومضت بحديثه: للتبلدي العديد من الاستخدامات في مناطقنا وعند أهلنا فبجانب ثماره نستعين به لحفظ المياه فأوراقه تتساقط في فصل الصيف ويتغير لونه ويستفاد أيضاً من أخشابه بعد تقادم عمرها وسقوطها.