على خلفية بيت من الشعر تزينه «الفركة» والقرمصيص وبنابر الجرتق تتناثر في فوضى جميلة وأطباق المندولا تدور ممتلئة بالفيشار وما لذّ وطاب من الثمار.. جلست «ست الحسن» الى امرأة استثنائية.. لم تعتمد الهمة والنشاط فقط في حياتها.. بل عمدت إلى الابتكار من الخامات والمواد المحلية.. ولأنها خبرت الحياة وعركتها لم تدع السانحة تفوتها في تقديم الجديد لزبائنها.. فإلى جانب الشاي والقهوة التي تبيعها ابتكرت فكرة شرب العصير طازجاً من ثمرته.. وكان كوب عصير طازج من ثمرة «الجرو» من التبلدية هى محل الإلهام بالنسبة لها.. حيث يتلذذ جميع الزبائن بالعصير«فريش» كما وصفه أحد الزبائن.. وحدثتنا آمال الطيب خوجلي صاحبة فكرة قهوة السبت على شارع النيل عن ابتكارها وقالت: كنت أبيع الشاي والقهوة وفكرت في عمل عصير التبلدي الذي يروي الظمأ بصورة مبتكرة على الطبيعة.. فقمت بقطع الثمرة «الجرو» من الرأس وإضافة السكر والماء البارد وأضع «المصاصة».. وأقوم ببيعه لزبائني من زوار المعرض الحر.. وتعلق كما هو معروف التبلدي ثمرة موسمية.. وقد لاقت الفكرة إستحسان الكثيرين.. بل جاء أحدهم إليّ وهو صاحب شركة وطلب مني التنازل عن الفكرة لصالحه وكان ردي عليهم «اعملوها الرازق الله».. وتقول ضاحكة.. حتى لو عملوا «زيها» الطعم العندنا ماليهو مثيل.. وتستطرد.. كما هو معروف الفوائد الطبية للتبلدي.. فنحن أبناء كردفان نحرص على تناوله في كل الأوقات فهو يساعد في التركيز والفهم ويحتوي على فيتامين سي إلى جانب فوائده التجميلية للبشرة.. ومعروفة فوائده الطبية كعلاج للإسهال والدوسنتاريا.. أما الصناعية فتطحن بذوره لإعطاء نكهة في صناعة الصابون.. وزادت دخانها يطرد الحشرات ونستخدم غطاءها كوقود وأواني. ولأن المكان استلهم بعض سحر منطقة كردفان وتراثها الذي حرصت على عكسه للجميع.. أكدت آمال على جلب مواد خاصة قائلة أحرص على عرض منتجات منطقة «الغرب» في أطباق خاصة مثل «الأندولا» والماندولا والتي يتم فيها عرض «النبق، القنقليز، اللالوب، البلح، الدوم، الفول، أبوليلة».. والأخير غالبية طلابه من الأجانب الذين يبحثون عنه بالاسم.. وبالمناسبة هو يقضي على المرض وتقول بدأت في العمل على شارع النيل منذ العام 2010 أعمل منذ العاشرة صباحاً وحتى آذان الغرب غالبية زبائني من الطلاب والأسر السودانية والموظفين والفنانين والنجوم والسفراء والأجانب.. وعلاقاتنا إمتدت مع بعض الأسر الذين تداخلت معهم وعملت معهم في أعراسهم ومناسباتهم وحتى أولاد أخت الرئيس ذهبت معهم وبحضوره في قصر القيروان وعملت لهم القهوة والشاي. ترفع رأسها بشموخ وتقول لقد كرمني الوزير محمد عوض البارودي بشهادة تقديرية وأعتز بها كثيراً. آخر لحظة