الأسبوع الماضي تركت أسرة الطفل شعيب من ولاية كسلا أمام مبنى وزارة الصحة الاتحادية لعجزها تغطية تكاليف علاجة تركته مع الألم بعد أن تفاقمت علته وأدت لشلل نصفي وهو طريح الفراش بمستشفى الخرطوم، ونسبة لظروف الأسرة الصعبة التي لم تتمكن من جمع المال الذي يكفي لإجراء عملية استئصال ورم بالرأس الأمر الذي دفع ذويه بتركه أمام وزارة الصحة باعتبارها الجهة المسؤولة عن صحة المواطن وتقديم الخدمات الصحية والطبية لهم تاركين بجانبه ورقة عليها أرقام تلفوناتهم لكي يتصلوا بهم إذا جد طارئ. فمن المسؤول عن هذا الطفل؟ هل وزارة الصحة؟ أم والداه اللذان تخليا عنه بعد أن ضاقت بهما السبل؟ ... والطفل شعيب واحد من ألف يرزخون تحت وطأة الفقر يطوقون الولاية نزوحاً من مناطقهم بحثاً عن العيش الهانئ والشفاء من جملة أمراض استعصت على مناطقهم التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة علهم يجدون في الخرطوم مقصدهم التداوي، وحال الخرطوم ليس بأفضل من مناطقهم بكثير وأغلب المستشفيات الخاصة لا قبل لأهل المدينة بها ناهيك عن اللاجئين إليها. وبعض الجهات الخيرية القابضة على الجمر على الرغم الكثير من الضغط الاقتصادي تسعى بجهد شعبي لتقديم الخدمة للمواطن في مكانه ومساعدته في علاج أمراضه والوقوف مع الشرائح الضعيفة وعلى سبيل المثال منظمتي الوصل الخيرية مع مؤسسة العشم الشبابية للقيام بالأيام الصحية والعلاجية المجانية في المناطق الطرفية والولايات التي تقع في دائرة النزعات والفقر. وأمس الأول نظمت ذات المجموعات يوماً للعلاج المجاني بضاحية الإنقاذ جنوبالخرطوم. (الأحداث) كانت حضوراً لنقل معناة المواطنين مع المرض وغلاء الدواء حيث يعني لهم اليوم المجاني منفذا للحياة. الأمين العام لمنظمة الوصل الخيرية محمد عبد الله أبكر ابتدر حديثه ل(الأحداث) «قائلا أن هذا اليوم تم الترتيب له بالتعاون مع منظمة العشم الخيرية لشمل على عيادة باطنية وأطفال بالإضاقة إلى أخصائية النساء والتوليد والموجات الصوتية، وقال محمد أن عيادات الباطنية وصور الموجات الصوتية من أكثر المتطلبات التي يعاني المواطن في الحصول عليها وعزا ذلك إلى ارتفاع التكلفة ولا يستطيع المواطن العادي الإيفاء بدفع تكلفتها، وأضاف قائلاً إن اليوم يتضمن معملا متكاملا وصيدلية مجانية تشتملت على عدد من الأدوية، وأشار إلى أن عدد المرضى الذين تمت معاينتهم حوالي (1,150) مريضا من جميع العيادات وقدمت لهم العلاجات مجاناً وتم شراء بعض من الأدوية التي يحتاجها المواطن ولم تكن موجودة مع الأدوية المجانية ووزعت عليهم مجاناً، وتدافع المرضى مستمر حتى بعد الساعة الخامسة مساء وخطتنا في المرات القادمات أن يكون معنا أخصائي عيون ذلك بناء على طلب عدد كبير من المواطنين. كما صادف اليوم وجود تثقيف صحي عن مرض الدرن وهو بمبادرة من إقبال أيوب عضو الجمعية السودانية لمرضى الدرن التي استفاد المواطنون من هذه الفرصة وسهلت أسألتهم عن المرض والوقاية منه والعديد من الأسئلة ونسأل الله أن يجعل هذا العمل في ميزان حسنات كل المشاركين فيه كما نشكر إدارة مدرسة أبي أيوب الأنصاري وأهالي المنطقة، واعتبره عملا نموذجيا خاصة أنه أول تعاون يتم بين منظمة الوصل ومؤسسة العشم من ناحية. أخرى تحدث عضو المجلس التشريعي للمنطقة محمد فضل الله الباشا الذي قال في مطلع حديثة إنني ذهلت باليوم الصحي الذي قامت به منظمة الوصل الخيرية بالتعاون مع مؤسسة العشم وتدافع المواطنين من مختلف أطراف المنطقة ودليل نجاح هذا اليوم هو تدافع المواطنين من الصباح إلى المدرسة من أجل العلاج خاصة وأن سكان منطقة الإنقاذ هم من الأسر الضعيفة أو ذات الدخل المحدود، وهذه بداية طبية للتعاون بينا والمؤسستين وهذه أول مرة في تاريخي بمنطقة الإنقاذ يتم فيها مثل هذا العمل وعشمنا أن يستمر التوصل بصورة أكبر حتى تعم الفائدة جميع سكان المناطق الطرفية، ومحتاجون في الأيام المقبلة لقيام ختان جماعي لأطفال المنطقة وأعمال أخرى متطورة لتوسيع دائرة العمل بصورة أكبر. من ناحية أخرى تحدث حافظ محمد صالح المدير التنفذي لمؤسسة العشم أن المؤسسة تعمل في مجال الأرامل والأيتام والأسر الفقيرة والمتعففة وفي مجال الزيجات الجماعية والدعوة تبنينا في العام 2012 مشروع الصحة وتحديد (50) قافلة وأيام صحية داخل وخارج الولاية وبدأنا الأيام الصحية وطفنا عددا كبيرا من محليات الخرطوم وسيرنا قافلة إلى ولاية الجزيرة منطقة أم القرى والمناطق المتاخمة لها وسنعيد الكرة إلى ذات الولاية مرة أخرى بعد تعاوننا مع الوصل خاصة مثل هذه الأعمال الخيرية تتم دون الترتيب الكبير لها أو أي عناء يذكر، مشيدا بالإمدادت الطبية وشركة الحكمة للأدوية لمساعدتها ومد يد العون لخدمة المواطن، وناشد الشركات العاملة في مجال الأدوية والكوادر الطبية للتطوع والمشاركة في مثل هذه الأعمال الخيرية ومساعدة شريحة مهمة من شرائح المجتمع وهي تشكل أكثر من نصف سكان الدولة وهي المواطن ذو الدخل المحدود، مشيرا إلى أنهم بصدد إقامة يوم آخر يختص بالعيون نسبة لمعانات عدد من مواطني المنطقة أمراض المتعلقة بالعين. اما المواطنون الذين جلسوا في ميدان المدرسة جزء منهم في انتظار الفحص والآخر في مقابلة الطبيب المعالج فالتقت (الأحداث) فاطمة آدم يوسف التي رفعت يدها شاكرة لله ومن بعد للقائمين بأمر هذا اليوم وهي تعاني من أعراض عدة لأمراض عدة ولم تتمكن من الذهاب إلى المستشفى نسبة لضيق الحال بها وظروفها الصعبة إلا أن اليوم الصحي مكنها من معرفة ما بها من مرض وأخذ الجرعة العلاجية لمرضها. من ناحية أخرى كان للأطباء العاملين باليوم رأي حول سبب تشابه الأمراض، وقد أجمعوا جميعاً وعلى رأسهم زينب عبد الله محمد التي أوضحت في التقرير أن أغلب المشاكل هي في المياه التي تسبب التهاب البول، وكذلك أكدت أن هنالك المشاكل في التغذية وأمراض الجهاز التنفسي والإسهالات، وكذلك ناشدت الجهات لمسؤولة عن المياه الاهتمام بتنقية مياه المنطقة المعنية حتى لا تسبب لقاطنيها مشاكل مستقبلية.