النساء ينتصرن في العادة للنساء، بالذات الصديقات، وتعني الصديقات (الفردة)، وتجمع فِرد، سألتُ الناس عن الناس، وسألتُ عن النساء، فجاء الرد: عن الصداقة والصديقات، وأن أخطر العلائق، ما بين بنات اليوم، بالذات الفِرد، وهو مصطلح جديد، والجديد ما كلو شديد، وفردة تعني أن العلاقة بين البنات زائدة حبة، وعلامة ذلك كثرة الضحك والقهقهة بين الصديقات، وكان الضحك شرطني، أقول يا منو؟ والعلاقة العادية ديدنها التبسم، وقد تكون العلاقة (متعدية) لصور الصداقة المعروفة، ومتجاوزة بذات التعدي، وواقعة في المحظور، الفردة تبوح للفردة، (ولا تفشى سرك لي كافة المخلوق لو يبقى سرك)، وتبوح الفردة للفردة بالأشياء الممنوعة من الإذاعة والصرف، وقد تنشأ بين الفِرد علاقة تتجاوز سقف المسموح، بأن تقود واحدة الأخرى لدرب (الهوى)، وإركاب الفردة للفردة الرحلة الجهنمية، حيث يحترق شرف البنت في الرحلة، وفي بعض الحالات تأخذ العلاقة شكلاً منحرفا، في أن تستميل واحدة واحدة، ويحدث بينهما، ما لا يحدث في (العادة)، بين المرأة والرجل في الوضع الصحيح، وهذا يدعو لمراقبة سلوك البنات من الأسر، ومعرفة الصديقات والصاحبات عن (قرب)، ومعرفة شهادة منشأ كل صديقة، قبل أن تصبح فردة، وقبل دخولها لعالم الأسر، نعود لكلام الناس، (وفتش عن المرأة)، وتعني فتش عن وجود المرأة في أغلب المصائب، بعلمها وبغير أن تعلم، فقد تقع جريمة بين متنافسين على قلب، وتكون ذات القلب، ممقلبة للطرفين، وعالمة بما يدور حولها، وسعيدة بالمقلب، أرجعوا إلى صفحات الجرائم، بالذات جرائم الصديقات، وهذا من أضعف حلقات مصائب الصداقة الغلط، وما زال التفيش جاريا. حكى أحدهم طرفة، جديرة بالاستماع، بأن إحدى العاملات، دخل إلى قلبها زميلها في العمل، من بعد عمل (العمل)، وكانت تجد صعوبة في لفت نظرالرجل قبل العمل، لخوفها أن يفسر الرسالة خطأ، ويسىء الفهم، فتأتي النتائج عكس ما تتمنى، وهي التي تحلم أن يجمعها بالرجل، بيت الحلال، وهذا جائز، ولكن بالعمل الجاد، وقد اعتاد زميل العاملة المهذب إرسال عبارة: (ابتسمي أنت في دبي)، حيث زار دبي، فأعجبته، وظل يرسل العبارة، بين الحين والآخر، كلما تذكرها، طمعاً أن يلتفت المدير للعبارة، ويرسله ثانية، دخلت الصديقة حسب الاتفاق، للفت انتباه الرجل، والإحرار يودع الخرطوم، والذكريات عن دبي تترى، دبي التي أثارت إعجاب الناس للعمل الكبير، والمشروع الذي تمّ فيها، دخلت رسول المحبة على الرجل، وهو المشدود للجو الجميل هذه الأيام، فأرسل العبارة المعتادة: ابتسمي أنتِ في دبي، فقاطعته: نحن دايرنك تبتسم في جبرة، فهم الرجل ما تعنيه المرأة، وأنها رسول الصديقة، وكانت تعني بجبرة المنطقة التي تسكنها الصديقة، والتي اعتادت أن تستمطر بالعمل الرحمة، لمجىء هذا اليوم، ودق صيوان العُرس، وظل الرجل يدفع شرور العمل، بالتطهر والذكر، وتلاوة القرآن، كررت الرسول على الرجل العبارة: نحن دايرنك تبتسم في جبرة، فقاطعها الرجل، بضحكة مُجلجلة، وهو يقول: وكان الضحك شرطني أقول يا منو؟