استضافت قناة النيل الأزرق الأستاذ علي عثمان محمد طه؛ النائب الأول لرئيس الجمهورية، في هذا اللقاء الذى أجراه الأستاذ/ الطاهر حسن التوم على خلفية تحرير منطقة هجليج وتداعيات الحدث على المستويين الشعبي والسياسي. صورة التعبير الشعبي بعد تحرير هجليج .. كيف تقرأها؟ - ما جرى في هجليج كان بكل الاعتبارات والمقاييس حدثاً وطنياً تاريخياً، وهي اعتبارات تجلت في حركة الوجدان الشعبي الذي عبَّر عن نفسه في هذه الثورة، التي هي ثورة ضد كل صور القعود والقنوط والإحباط والتخذيل والتشكيك في الإرادة الوطنية التي تمثلت في القوات المسلحة، التي تعرضت لحملات منظمة من الداخل والخارج، وتعرضت لحملات تجاوزت النقد الموضوعي للتشكيك في مقدراتها على الدفاع عن الوطن بغية تمرير الأجندة الخارجية لإشاعة الفوضى. وكانت ثورة ضد محاولات التشكيك في الإرادة الوطينة. فقد تعرضت الوحدة الوطنية لمحاولات شق الصف وشرذمة المجموعات ودفعها لمواجهة الوطن والشرعية السياسية واحتضان مجموعات لإثارة الفوضى. كما أنها ثورة ضد المؤامرة الدولية على السودان، ووقفة صلبة وهبة في وجه مخطط عدوان حكومة الجنوب ضد أراضي السودان. هناك من يقول إننا نتكيء على نظرية المؤامرة لتفسير ما حدث..؟ - المؤامرة لا تحتاج لأن يُنظَّر لها وهي تتجلى الآن في الواقع. فالاستفتاء على مصير الجنوب مورست عليه تدخُّلات حورته ليحقق نتيجة الانفصال، ليس حباً في الجنوب وحرصاً على مصالحه -كما أثبتت الوقائع اللاحقة- لكن لتفتيت الدولة السودانية. وامتدت المؤامرة لتدفع بوجوه جديدة، وأعادت السيناريو بالجنوب الجديد. رفضت مكونات هذه الأجندة أن تعيد قواتها إلى ما وراء حدود يناير 1956م، وحينما رفضت الاعتراف بنتيجة الانتخابات وبدأت الحرب ثم نقلتها للنيل الأزرق، وليست هي التي تقرر الحرب أو تملك القدرة على الاستمرار، بل تستند إلى حكومة الجنوب والقوى الدولية لتمدها بالمال والسلاح. ما المطلوب لمواجهة هذه المؤامرة؟ - كان واضحاً إزاء هذا الموقف أن هناك أكثر من داعٍ لتجميع الصف الوطني. بنيت خطوات الحكومة على تأسيس مناخ للإجماع الوطني وتكونت حكومة القاعدة العريضة كخطوة متقدمة في هذا، ثم فتح باب الحوار لقراءة المستقبل في الدستور، وكانت هناك محاولة لاستنهاض الموارد الطبيعية المتاحة. ما حدث يدل دلالة قوية أن الشارع السياسي كان يراقب العملاء والأعداء. وكانت روحه ألا شيء يعلو على قضية الوطن والسيادة الوطنية. هذه الروح الوطنية تضع الجميع أمام مسؤولية جديدة لتوظيف هذه الإرادة لتجديد طاقات المواطن وبناء الوطن اقتصادياً وثقافياً وفكرياً. هل بدأنا في السودان نميِّز بين الحكومة والدولة.. وأصبحت المسألة واضحة؟ - نعم، لم تصبح واضحة فحسب، بل موجبة وموحية وذات دلالات. فالشارع لم يخرج مناصراً لحزب أو حكومة، بل خرج من أجل السودان والدولة والكيان الوطني. ما المطلوب من الحكومة لتعزّز التقاءها مع القوى السياسية على أجندة وطنية؟ - هناك لجنة عليا للاستنفار والتعبئة ولجان لإدارة حوار وطني مع القوى السياسية، وهناك موقف متقدم للقوى السياسية عبرت عنه بمعظمها الغالب إلا فئات قليلة، وهناك الآن تحديات اقتصادية لا بد أن يتوافق حولها الناس مثل دعم القوات المسلحة، وزيادة الإنتاج والموارد. البلاد تواجه تحديات الحرب، وتحديات الاقتصاد في الوقت ذاته؟ - التحدي واحد، وحينما تتفجر في المواطن روح المقاومة والتحدي تصنع المعجزات، والقوى الاجتماعية التي خرجت ليست كلها مشغولة بقضايا السياسة، بل قضية الكرامة والسودان القوي، ومن واجبها أن تسعى لمضاعفة الجهد للبناء الاقتصادي. هل هناك رؤية واضحة للخروج من أزمة الاقتصاد؟ - نعم، وهي تقوم على مراجعة الأولويات وفق البرنامج الثلاثي. علينا أن ننوع صادراتنا من الزراعة والثورة الحيوانية، ووضع أهداف محددة للصادرات.. بني البرنامج الثلاثي على محاور تقليل الواردات والصرف وترتيب الأولويات لنتحول من مجتمع الاستهلاك إلى مجتمع الاقتصاد الحقيقي، والمعالجات التي وضعت الآن لحجب بعض مظاهر الإنفاق الاستهلاكي في الحكومة وغيرها. استراتيجية العدو تقوم على خوض حرب استنزاف بتدمير منشآت هجليج.. فكيف يمكن مواجهتها والتصدي لها؟ - العدو يعلم أنه لا يستطيع أن يخوض حرباً عسكرية مباشرة، لكنه يخطط لخوضها هكذا، ويسعى لحرب اقتصادية تبدت في محاولات تعويق الموسم الزراعي الماضي في جنوب كردفان والنيل الأزرق وتخريب المحاصيل التي أنتجت، ثم تمثلت في رمزية الهجوم على هجليج التي هي أرض سودانية صرفة ومرافقها النفطية سودانية صرفة بموجب قسمة الأصول التي جرت بيننا وحكومة الجنوب، والتركيز على تخريب هذه المنشآت يكشف أنهم يسعون لشل القدرة الاقتصادية للبلاد، ويحسبون أن هذا سيدفع الشارع للثورة. هل حدث تخريب كبير؟ - الفرق الفنية منذ اكتمال التحرير تقوم بالحصر. شمل التخريب بعض أنظمة التشغيل في المنشآت، وإشعال الحرائق في أجهزة التوصيل. كل دمار طال المنطقة ستجري المطالبة بالتعويض عنه وفق القانون الدولي، وفي وقت قريب سيعلن عن تأثير هذه المحاولات على شبكة النفط. خطاب جوبا قبل التحرير وبعده مرتبك.. فهناك أولاً كلام عن وضع شروط ثم حدث تراجع.. كيف تقيِّمه؟ - هو خطاب الإحساس بالجرم. فالشخص الذي يتملكه شعور أنه يتصرف تصرفاً خاطئاً ليس له حجة وما يبرره، وهم الآن ألحقوا الضرر بأنفسهم وشعبهم. وحينما نقول إن ما يجري هو خدمة لأجندة خارجية فنحن لا نلوي عنق الحقائق، وإلا كيف يمكن أن تقوم حكومة بإلحاق الأذى بمواطنيها وإيقاف شريان الحياة الأساسي ولا مورد لهم سوى عائدات البترول؟.. ولم يكتفوا بذلك بل سعوا لتدمير المنشآت في هجليج ليلحقوا الضرر بالمواطن في السودان. هناك من يقول إن جوبا مرتاحة وليست هناك مطالب تنمية في الجنوب تضغط على الحكومة؟ - هي ليست خاسرة بمعنى أنها تنفذ أجندتها المرتبطة بالخارج وتركز على إسقاط النظام وتبديل هوية السودان ولا تهتم للمواطن.. لكن ليس صحيحاً أنها لا تخسر، فقد خسرت المواطن الجنوبي والرأي العام الإقليمي والدولي، وجوبا معزولة بفعلها هذا وستكون هناك آثار في الجنوب في الجانب الأمني والسياسي، كما خسرت حكومة الجنوب حينما أدانت المنظمات الإقليمية والدولية اعتداءها على هجليج وطالبتها بالانسحاب. يقال عدو عاقل خير من صديق جاهل، كيف يمكن الوصول لسلام مع حكومة غير عاقلة؟ - الوصول إلى سلام يتطلب طرفاً يعرف قيمة السلام، وسلوك الحركة وحكومة الجنوب يؤكد أنها تسير باتجاه يناقض حركة السلام. ولولا وجود القناعة الراسخة بالسلام من جانب الخرطوم لما أمكن تنفيذ اتفاقية السلام، وسجل الحركة في تطبيق اتفاقية السلام يبين أنها لم تكن حريصة عليها، وكانت تضع العقبات. وبعد الانفصال سجلها في مفاوضات أديس أبابا يشير الى أنها غير راغبة في حل وفقدت ثقة المجتمعين الإقليمي والدولي وتنقض ما أبرمته من اتفاقات. لكن في الجنوب يتحدثون الآن عن المفاوضات؟ - هذه محاولة قفز على الواقع. هم خسروا في هجليج وتراجعوا تراجعاً غير منتظم، وخربوا المنشآت، وأي مصلحة يمكن أن تضعها حكومة مثل هذه في جوبا وتحرم المواطن من حاجاته الأساسية وتروعهم وتتسبب في نزوحهم بأعداد كبيرة، وتابعنا المقتلة العظيمة في ولاية جونقلي، وحركة النزوح في الجنوب داخل الانفصال أقوى منها أيام التمرد، وهذا دليل على خطل الإدارة الحالية في جوبا وتقتل مواطنيها. هل صحيح أنهم كانوا يريدون مقايضة هجليج بأبيي؟ - لم تكن لهم استراتيجية، ولم يطرح هذا على صعيد رسمي أو غير مباشر. الصحيح أنهم اندفعوا في هذا الأمر ليهربوا من قفل انبوب البترول أمام المواطن الجنوبي، وأرادوا أن يصرفوا الغضب والغبن عنده من هذا التصرف عبر تعبئته بأن هجليج له. يتحدثون عن تحكيم دولي وقوات دولية؟ - لا مجال لحديث عن قوات دولية على أرض سودانية تحت كل الظروف والمسميات، ونملك على أراضينا كامل السيادة، وهذا أمر غير وارد، وقد أطلقوه كمحاولة لتحسين صورتهم حينما شعروا أن يد القوات المسلحة ستمتد إلى ضربهم فاستبقوا ذلك بالانسحاب إذا قبلت الخرطوم بقوات دولية. كما نرفض الحديث عن اللجوء للمحاكم الدولية، فنحن لسنا طرفاً في أي منازعات من هذا القبيل وملتزمون بالحدود التي جرى على أساسها قبول قيام دولة الجنوب وهي حدود أول يناير 1956. ما المطلوب من جوبا كي يتم التفاهم معها؟ - أن تسحب قواتها التي تحتل بها جزءاً من أراضي السودان، وأعني تحديداً الوجود العسكري للحركة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الأزرق، فالحلو وعقار ضابطان برتبة عالية في الجيش الشعبي وعضوان في المكتب السياسي للحركة الشعبية، وما جرى في جنوب كردفان عدوان مباشر من دولة منفصلة تستخدم مواطنين وتجندهم في جيشها وتعطيهم السلاح والرواتب والأوامر لخوض حرب في دولة مستقلة ذات سيادة. هناك حديث عن فرض عقوبات على البلدين رغم الاعتراف بوقوع الاعتداء على السودان؟ - نؤمن أن ما نقوم به دفاع مشروع عن النفس ويكفله لنا الدين والقوانين الدولية، ولا مجال لفرض عقوبات على دولة وشعب يدافع عن وجوده وأمنه وحدوده وترابه، هذا تهديد سياسي اعتدنا أن نسمعه، وهو محاولة لإضعاف القرار الوطني ولي ذراعه. كيف تنظرون للموقف الأمريكي؟ - في مجمله منحاز للجنوب، من خلال اللوبي في الكونغرس والإعلام والمنظمات الطوعية التي تعمل لصالح الأجندة المرتبطة بالصهيونية.. قد نسمع أحياناً كلمات طيبة في اللقاءات أن الجنوب أخطأ ومطالب بالانسحاب لكننا لا نعول على مثل هذه الإشارات بل على حقنا وشعبنا وإرادتنا الوطنية. كيف تنظر للمشهد السياسي بعد هجليج.. هل من افق جديد؟ - أنا متفائل، وكل من يؤمن بالله يثق أنه يقدر الخير للإنسان في كل أحواله، ومتفائل بالمستقبل وأدعو كل أهل السودان أن يعبروا من خلال هذا التلاحم عن قدرتهم بالصمود في المرحلة، وأن نتحلى بنفس طويل لنحرر أراضينا، وعلينا أن نضاعف الجهد لاستكمال مطلبات المرحلة في تحرير الأرض ومعافاة الاقتصاد وتمتين التفاهم الوطني. وأدعو المواطنين الذين يخرجون إلى ساحات القتال والجرحى ومصابي العمليات أن يخرجوا لكل التشكيلات الوطنية الأخرى. أقامت قناة النيل الأزرق برنامجاً للشباب من المطربين ولبسوا فيه الزي العسكري، لعلك شاهدته ؟ - قمة في الروعة، والشعب السوداني عبّر عن مخزون هائل من الصدق والعفوية والتضامن، وعن ثقة عالية بالنفس وإيمان عميق بالله، ولن نستطيع تجاوز المرحلة إلا إذا عبرنا عن هذه القيم في برنامج، لنتفوق على نقاط ضعفنا في أدائنا المهني وأخلاقنا ونشاطنا الاقتصادي، وروح الإيمان والاستشهاد، ولا بد أن تتحول من انفعال اللحظة لتصبح برنامجاً متجدداً يضيء نقاط الضعف في مجتمعنا لنكون أقرب لقيمنا كي نكون أقرب لله. وتابعت هذه السهرة وأهنيء قناة النيل الأزرق، فقد نجحت في نقل نبض الشارع وما حدث في الساحة الخضراء إلى الاستديو من التلاحم الذي جمع بين القيادة والمواطن وعفوية لقاء الجماهير مع الأخ الرئيس، وعفوية حديث الأخ الرئيس عبر عن روح الإباء والتصميم. أنتم تقودون الآن الاستنفار، وقدتم من قبل مسيرة السلام.. هل اليد التي تسالم هي التي تصفع.. وما الدلالة؟ - دلالة أن المشكاة واحدة، نحن أمة منهج وبرنامج يرتبط باحترام الانسان وإحسان التعامل معه وإن اختلف معك في المعتقد السياسي أو اللون أو المصالح، وهذه الروح ضابطها الاحترام المتبادل، ومتى انتفى هذا وحدث تجاوز فإن ذات المنهج يأمرنا أن ندفع العدوان بقوة ولا تناقض بينهما. هم تحدثوا في السابق كثيراً عن نقض العهود؟ - يكتبون فصلاً حقيقياً الآن في نقض العهود والمواثيق والتنكر لمصالح الشعب. هناك من يقول إن المناطق الحدودية المتنازع عليها ليست مشكلة، فالسودان أعطى الجنوب دولة كاملة؟ - هي تحت الإدارة السودانية وستظل كذلك. فهي من منظورنا سودانية ولن نفرط فيها قط، ولن نسمح لأحد أن يأخذها منا عنوة، وسنحافظ على هذه الأراضي والحدود ما دمنا ورثناها في يناير 1956، وإن كان هناك مجال للتفاوض تقام البينات.. وكلما كان هناك عدوان فلا مجال لتفاوض. هل اتفاق الدوحة يمضي في مساره؟ - الاتفاق يسير في اتجاه التطبيق الفعلي.. وإنشاء مؤسسات السلطة الانتقالية اكتمل وتم تدشين أعمالها ويجري الترتيب لتطبيق خطط تناقشها السلطة الانتقالية مع الحكومة المركزية وترتيب التمويل، وقمت مع الأخ التجاني السيسي بقراءة تقويمية لمسار الاتفاقية. وأؤكد أن الإرادة السياسية متوفرة لتتقدم بالاتفاقية نحو نهاياتها. هل القدرة متوفرة لمواجهة سيناريو الجنوب الجديد؟ - بإذن الله. هناك الرؤية السياسية والإرادة الوطنية والدروس المستفادة من التجارب السابقة والمواطن السوداني الموجود في هذه المناطق وينظر لما يحدث في الجنوب من مصير مظلم، وهذه المناطق كونت تاريخ السودان المعاصر، وجبال النوبة هي ممالك تقلي التي نصرت المهدية، وكيف يتحدث الناس أنها منطقة خصوصية تنافي معتقد أهل السودان، والنيل الأزرق موطن دولة الفونج التي يؤسس بها تاريخ السودان.. فكيف تُسلخ من هذا التاريخ وتصور على أنها حالة إثنية واجتماعية مختلفة؟. ودارفور علي دينار كانت منارة الإسلام في أفريقيا حينما كان سلاطين دارفور يفوِّجون الأفواج للحرمين ويقيمون الأوقاف في الحجاز ويحتفون بعلماء المسلمين.. هذه المناطق لا يمكن أن تنسلخ من هذا المكون الذي أسسته. لكن التماسك الوطني ممتحن؟ - في كل بلد هناك صوت نشاز ومجموعات تبيع نفسها للشيطان.. في أوروبا وآسيا.. دوما كانت في كل الدول مجموعات تنظر خارج الأسوار وترتبط بالأجنبي وتطعن من الخلف. لكن عبرة التاريخ أن هذه المجموعات تنتهي. وازدياد الوعي الآن في السودان بسبب ثورة التعليم وما تقوم به الدولة في البنى التحتية لربط البلاد وإقامة مشاريع التنمية كلها من ممسكات الوحدة الوطنية على الصعيد الجغرافي وتحريك المكونات الإسلامية.. وعلى صعيد ممسكات الوحدة السياسية بما يطرح من رؤية في تجربة إشراك المواطنين في إدارة شأن الوطن عبر الحكم الاتحادي دون أن ينفصل أو يتقاطع مع إدارة السودان كله. ما رسالتك للإعلام؟ - الإعلام أداة تنوير واستنهاض همم إذا وظفت بموضوعية، ومسؤولية القلم عظيمة وتقتضي الضمير المهني والموضوعية والنصيحة التي يمكن أن تعين في تصحيح المسار. أرى أن أداءنا الإعلامي يقوم ويقع بين محاولة الموضوعية أو تصفية الحسابات وخدمة الأجندة التي لا تصب بالضرورة في خدمة الأجندة الوطنية.. لكن ما حدث في الأيام الأخيرة يجعلني أعتقد أنه يمكن صياغة منظومة إعلامية ليس مطلوباً منها التطبيل للحاكم والحزب، بل الموضوعية، ومحكمة الوعي الوطني عند المواطن فوق كل ما نحاول وندبر. وأنا واثق أن وعي المواطن يمكنه من الميزان الدقيق الذي يزن به المسائل، ولا أخشى حرية النقد. الحوار مفتقد بين الإعلام والحكومة؟ - ليس بالضرورة في بعض الجوانب.. ربما بسبب أن توصيل المعلومات ليس بالقدر الكافي.. وقدرة الأجهزة الحكومية على توصيل ما تقوم به للرأي العام بالمستوى المطلوب لست راضياً عنه.. وهناك عدم حرص على تحري المعلومة الصحيحة.. وهناك خلط واجتزاء في المعلومات أحياناً.