تختلف أسماؤه من منطقة لأخرى لكن الشائع والمعروف منها ( الجمام أو المشيش ) هكذا يعرفه الناس خاصة في مناطق غرب السودان حيث يقوم الأهالي بصنعه بالقرب من الترع والترت والخيران طلباً للمياه النقية الخالية من الشوائب والنظيفة حيث يقومون بحفر حفرة صغيرة بالقرب من تلك المناطق وسرعان ما يمتلئ المشيش بالمياه ومن ثم يقوم الشخص بملء ما يحتاجها منها على أن يقوم بغرف الماء بعناية حتى لا تتعكر فيمازجها الطين أو الرمل وما دونهما من شوائب. وعن شيوع استخدام الجمام يقول العم أبكر علي مالك المولود في غرب السودان إنه درج على شرب الماء من المشيش فقط مفضلا إياه على أي مياه أخرى، وإن كانت مياه صحة كالتي يلجأ اليها الكثير من الناس هذه الأيام ويضيف في حديثه ل ( منوعات الأحداث ) عندما كنا في غرب السودان يقوم الناس بالحفر على مقربة من الوديان أو فيما يعرف بالرهد الذي تتجمع فيه المياه خاصة أيام الخريف وعندما تقل وتنخفض مناسيبها يقوم الأهالي الذين يسكنون بجواره بحفر المشيش لشرب الماء وسقاية الأشجار أيضاً. وأضاف أبكر مالك إنه يقوم بملء عدد من قارورات الكريستال بماء الجمام ومن ثم أقوم بدفنها على مقربة من النيل لكي تحتفظ ببرودتها، ومتى أراد أن يشرب يتناولها ومن معه من الناس, بل ان هنالك من يطلبونها ويفضلون تناولها على ما سواها من المياه مهما كانت درجة نقائها ونظافتها. وعن سبب تفضيلة لمياه الجمام يقول عم أبكر: لقد اعتدت على ذلك فأنا منذ الصغر أقوم بحفر الجمام وأشرب منه الماء، وأعين أهلي على سد احتياجاتهم منه بالاضافة الى أن ماءه يكون نقياً خالياً من الشوائب التي يشكو منها الناس هذه الايام، كما أن ماء الجمام يكون حلواً وعذباً إذا كان من الوديان أو الخيران دعك من ماء النيل التي لا يوجد ماء يماثلها نقاوة وحلاوة. ويظل المشيش من المصادر التي درج أهلنا على استخدامها طلبا للماء وعلى الرغم من تراجع اهتمام الناس به في المدينة الا أن أمثال عم أبكر كثر ولازالوا متمسكون بالاستمتاع بزلاله.