المشيش عبارة عن حفرة تقوم النسوة بحفرها في الاودية لتكون المصدر للمياه وخاصة فى فصل الخريف وبرغم الحديث عن تلوثها الا انك تجد من يقنعك بان مياه المشيش هي مصدر الشرب في حياتهم وبرغم ذلك لم تصبهم اى امراض ،ان انعدام المياه الصالحة للشرب تسببت فى امراض كثيرة حسب المتخصصين فى المجال، وفى هذه الايام مع انقطاع التيار الكهربائى بمدينة نيالا اصبح المواطنون يعانون الامرين في الحصول على مياه شرب لجهة ان المضخات والابار الارتوازية اصبحت مكتظة باصحاب الفناطيز بغرض الحصول عليها ، فمشكلة المياه لم تقف عند مدينة نيالا بل امتدت لانحاء الولاية حيث المعاناة التى يواجهها سكان القرى والارياف التى تنعدم فيها المحطات الا من الآبار التجارية التى يصل فيها سعر برميل الماء 15 جنيها فى فصل الخريف، وذكر عدد من مواطنى منطقة دحل المرايا بمحلية رهيد البردى بجنوب دارفور انهم ينتظرون الخريف بفارق الصبر للحد من حالة العطش التى اصبحت المهدد الاساسى لسكان المنطقة وخاصة فى فصل الصيف، مشيرين الى ان وادي الدحل هو المحفز والمشجع لسكان القرية للبقاء بالمنطقة ، مشكلة المياه ليست فى جنوب دارفور وحدها وانما جميع ولايات دارفور الثلاث تعانى من أزمة فعلية فى المياه مما ينذر بالخطر المبكر الذى يستدعى التدخل العاجل لتداركه قبل ان تقع الفأس فى الرأس. وحسب تقارير مفوضية اعادة التأهيل واعادة التوطين بالسلطة الانتقالية بان هنالك اكثر من ألف وخمسمائة منطقة بدارفور تعانى من العطش خاصة وانها مناطق رعوية كان ينبغى ان توفر فيها محطات المياه التى تمكن الرعاة من الاستقرار منعا للتحرك بحثا عن الماء والذى دائما ما يسبب صراعات بين المزارع والراعى تتطور فى اخرها الى مشكلات بين قبائل. وفى ذات المنحى فان الأزمة التى تعيشها مدينة نيالا اصبحت الهم الشاغل لكافة المواطنين وهى تتكرر سنويا بسبب خروج العديد من الآبار بوادى نيالا «برلى» من دائرة الانتاج مما ينعكس سلبا على ارتفاع اسعار المياه وندرتها ، وقد اجمع الكثيرون بان الحل الناجع لأزمة ومشكلة مياه نيالا يكمن فى اكمال مشروع مياه نيالا من حوض البقارة الذى اصبح هو الاخر حلما ظل يراود المواطنين والمسؤولين معا كما طريق الانقاذ الغربى الذى يسير العمل فيهما كسير السلحفاء، وهنا يشير عدد من المواطنين بجنوب دارفور الي ان مشروع المياه اذا كان بأى ولاية اخرى من الشمالية او غيرها لاكتمل حتى ولو من خزان الرصيرص حسب وصفهم.