تغادر فجر اليوم بعثة فريق المريخ متوجهة إلى العاصمة الكنغولية ومنها إلى مدينة لموممباشي لمواجهة مازيمبي في ذهاب دوري رابطة أبطال أفريقيا. وكان الفريق قد ودع جماهيره بشيء من الخوف خاصة بعد أن حقق فوزا صعبا على الأهلي مدني يوم الاثنين الماضي بهدفين لهدف لحساب الجولة الثامنة من الدوري الممتاز، وأخفق نجوم الفريق في إقناع جماهيرهم وإدخال الطمأنينة في قلوبهم قبل المواجهة المهمة أمام مازيمبي الأحد المقبل. ووضع الفريق جماهيره تحت ضغط كبير بعد أن انتظر حتى قبل خمس دقائق من انتهاء المباراة عبر موسي الزومه لينال هدف الفوز، ومن قبل ذلك لقاء جزيرة الفيل رغم الفوز الكبير، إلا أن الأداء لم يكن بالمستوى ليكثر الحديث حول الحالة النفسية للاعبي المريخ ولاسيما عقب التصريح الذي خرج به مدرب الفريق بأن لاعبيه يفكرون في لقاء مازمبي, في المساحة التالية يسطر المحلل الرياضي محمد عطا تحليلا وافيا للحالة النفسية للاعبي الفريق الأحمر قبل المواجهة الافريقية: تطور أساليب كرة القدم في التدريب لا يخرج عن عناصر التدريب المعروفة الإعداد البدني والمهاري والخططي والجماعي والنفسي، ومع تقارب أساليب التدريب ووسائله تظل المفارقات في نوعية اللاعبين وكيفية تعاملهم مع المباريات حسب المطلب الواقعي لها. هذا الإطار يحكمه الجهاز الفني من خلال التوليف المناسب للاعبين المسلحين بما سيحتاجون إليه في كل مباراة حسب أهميتها والهدف المنشود منها هذه الفروقات بين اللاعبين تظهر من خلال الميزات الشخصية أو من خلال الجرعات التدريبة أو من خلال كيفية إستخدام المخزون التدريبي في الوقت المناسب أثناء المباراة حسب تغيرات المباراة. إذا تساوت كل العناصر بين أي فريقين فإن العامل النفسي هو الحاسم إذا لم يكن الحظ هو الخط الفاصل بين الفوز والخسارة العامل النفسي للاعبين دائما في كرة القدم يأتي في مقدمة هذه العناصر؛ لأن السبب في تمكين اللاعبين من إخراج كل ما هو مفيد للنجاح، وأهم الأمور التي تساعد اللاعبين على ثبات الإنفاعلات في المباراة هو أن يدرك اللاعب إدراكا تاما بماهية قدراته وقدرات زملائه وأيضا قدرة المنافس الفردية والجماعية بمعنى أن يلعب على قدر ما يتميز به. هذا هو مفتاح النجاح ومن ثم الهدوء والثقة بالنفس والتركيز والتي تعطي اللاعب القدرة على تنفيذ المطلوب. في كرة القدم هنالك نمطين أساسيين الأول بناء اللعب وهو النمط الذي يعتمد على أن يكون الفريق مستحوذا على الكرة وفي حالة فقدانه يعمل بجد وبسرعة لإستراجعها، ولكن في حالة الإستحواذ يبقى العنصر المهم، هو كيفية المحافظة على الكرة من خلال إطالة الهجمة بالإحتفاظ بالكرة أطول فترة ممكنة، والبحث عن ثغرات في دفاع الفريق المنافس، ومن ثم التفوق عليه، لذا فالصبر مهم جدا في هذا النمط الذي يعتمد على لاعبين يمتازون بمهارة التمرير والإستلام، بالإضافة للثقة في النفس والتحركات المدروسة والصبر وعدم إستعجال إحراز الأهداف. والنمط الثاني هو نمط الهجمة المرتدة وفيه لايفكر الفريق في إستعجال استخلاص الكرة من المنافس، بل يهتم أكثر في كيفية عدم منح الفريق المنافس الفرصة للوصول للمرمى بالوقوف بطريقة جماعية لا تمنح المكان أو الزمن للمستحوذ على الكرة للتقدم للأمام نحو المرمى، كما أن الفريق الذي يلعب بنمط الهجمة المرتدة ينتظر الفريق المستحوذ على الكرة أن يقع في أخطاء التمرير، وهذا يعني الصبر أيضا، ومن ثم الإنتقال من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية للإستفادة منها والوصول للهدف المنشود، وأهم ما يميز لاعبي الفريق الذي يلعب بهذا النمط هو الصبر وعدم إستعجال استخلاص الكرة، وعند استخلاص الكرة يجب الاهتمام بها جيدا، وتنفيذ الخطة الهجومية المناسبة، والدليل هو الأندية التي تفوز على برشلونة هذه الأيام على الرغم من الإستحواذ على الكرة يكون بنسبة كبيرة لصالح برشلونة، الذي يعتمد في لعبه على نمط بناء اللعب، في حين أن المنافس يعتمد على نمط الهجمة المرتدة، وذلك عن طريق الصبر أثناء المباراة وانتظار الفرصة المناسبة للتغلب على المنافس. ولأن الصبر موجود في النمطين وبقوة يبقى محور النجاح في مباريات كرة القدم هو العوامل النفسية لدى اللاعبين، حتى لو كانت الفروقات الفنية كبيرة بينهما، إلا أن التركيز والهدؤ والثقة بالنفسة من العوامل التي تساعد اللاعبين للوصول للمطلب الواقعي لأي مباراة مهما كان ذلك المنال فيه من الصعوبات الكثير. لذا، فإن كانت هنالك نصيحة للاعبي المريخ، فهي ان يلعبوا على قدر إمكانياتهم أولا، وأن يعلموا جيدا امكانيات المنافس، ومن ثم الصبر أثناء المباراة؛ لأنه مفتاح النصر دائما وذلك من خلال تطبيق الخطط المناسبة في الوقت المناسب بالمهارة المناسبة حسب تغيرات المباراة. أما التصريحات الإدارية التي نقرأها في الصحف يمكن أن تكون منافسة إدارية؛ لأن المنافسة بين اللاعبين فقط تكون في أرضية الملعب ولا مكان لها بين صفحات الصحف، لذا فلاعبو مازمبي اليوم يركزون جيدا في تدريباتهم لهذه المباراة ويتركون التصريحات للإداريين، لذا وجب على اللاعبين أن يعوا الدرس جيدا، وأن يستعدوا بقوة وبتركيز أكثر للتنافس مع المنافس في أرضية ملعب المباراة وفق ما تم وضعه من خطط من قبل الجهاز الفني عن كيفية التغلب على هذا المنافس مع الإعتماد على الصبر في الحالة الهجومية أو الدفاعية والتوفيق دائما من عند الله.