أعاد فريق الأهلي شندي البسمة لجماهير كرة القدم السودانية بفوز غال حققه مساء أمس الأول بملعبه على حساب سيمبا التزاني في إياب دور الستة عشر (الأول) لبطولة الكونفدرالية. فعبر ركلات الترجيح أعلن نمور شندي عن أنفسهم كحصان أسود قادم بقوة في سماء الكرة الافريقية بقيادة مدرب رفع له الجميع القبعة تحية لما حققه ليحمله جمهور شندي عقب اللقاء على الأعناق. (الأحداث) بدورها وقفت مع المدرب التونسي محمد عثمان الكوكي وسألته عن اللقاء والتأهل التاريخي للنمور فكان الحوار التالي: في البدء كابتن الكوكي روضتم المستحيل وكسبتم احترام الجميع بالفوز على سيمبا.. ماذا تقول عن هذا التأهل المستحق؟ مهمتنا على الورق كانت صعبة جدا وشبه مستحيلة, والله شاهد على ما أقول. فثقتي كانت كبيرة للتأهل بسبب أن سيمبا في مباراة الذهاب لم يكن الطرف الأفضل والأهداف التي ولجت مرمانا جاءت نتيجة أخطاء فردية, وبعدها درسنا المنافس جيدا وعرفنا نفاط قوته وضعفه وهو ما أهلنا للعودة بالشكل المطلوب، وحقيقة أشكر جميع اللاعبين على مجهودهم، وأشكر الإدارة وجمهورنا الذي من المرات القلائل يقف خلف الفريق بهذه القوة. ألم يتسلل اليأس الى قلوبكم بعد نهاية الشوط الأول دون إحراز أهداف؟ على العكس تماما؛ لأننا في شوط اللعب الأول أضعنا خمس فرص حقيقية للتسجيل، ولم نتعامل معها بالشكل المطلوب نتيجة التسرع، وكنت على يقين بأننا سنتمكن من الوصول الى مرمى سيمبا؛ لأن دفاعه ليس قويا وأعطيت المهاجمين تعليمات واضحة بالضغط المبكر على حامل الكرة، والاعتماد على الكرات القصيرة وسط دفاع الخصم؛ لأنه يعاني من سوء التمركز، ويمكننا اختراقه بسهولة، وبالفعل تمكنا من إحراز هدفين بهذه الطريقة التي تدربنا عليها كثيرا بعد مباراة الذهاب، بل وكان بإمكان عروة التسجيل بذات الكيفية لكنه لم يُوفق. ما الذي حدث بين شوطي المباراة حتى تمكنتم من قلب الأمور لصالحكم؟ طالبت اللاعبين بين شوطي المباراة بضرورة التركيز أمام المرمى، وقلت لهم بأن الترشح لازال بأيدينا، وأن لا يفكروا في تسجيل ثلاثة أهداف بل يركزوا على احراز الهدف الأول لأنه الأول حينما يأتي سنتمكن من إحراز الثاني، ومن بعده الثالث، وهو ما حدث والحمد لله, كما ذكرت للاعبين بأن سيمبا تمكن من إحراز ثلاثة اهداف في مرمانا خلال 17 دقيقة فقط ونحن أمامنا 45 دقيقة كاملة لنسجل ذات العدد من الأهداف. دائما ما تعبث ركلات الترجيح بالأندية السودانية هل كنتم واثقين من قدرة اللاعبين أثناء ضربات الحظ؟ ضربات الترجيح تحتاج إلى تدريبات كثيرة حتى يتمكن اللاعب من تنفيذها بصورة صحيحة، وهو ما قمنا به أثناء التدريبات, وأنا لم أطالب اللاعبين بتنفيذ ركلة الجزاء بطريقة محددة لكنني ذكرت لهم بأن التسديد الأرضي والقوي، وبجانب القائم، يصعب جدا على حارس المرمى إبعاده, فقبل اللقاء بيوم تدربنا جيدا على تنفيذ ركلات الترجيح بهذه الطريقة وكوننا أحرزنا 10 أهداف، فهذا يؤكد بأنها لم تأت عن طريق الصدفة. كيف تنظر للمردود الذي قام به الدعيع في ركلات الترجيح؟ الدعيع حارس جيد جدا، وتمكن من صد ضربتي جزاء بفضل خبرته الكبيرة، لكنني لا أريد أن أشخص نجاح الفريق في شخص واحد؛ لأن الجميع قاموا بدور فعال، وبفضلهم تحقق إنجاز تاريخي، ليس لمدينة شندي فحسب، وإنما لكل السودان. كيف تنظر لحظوظكم في الدور المقبل, وهل تتمنى مواجهة فريق محدد؟ لديّ ثقة كبيرة في أنفسنا، فنحن لم نصل لهذه المرحلة من فراغ بل نتيجة عمل دؤوب من الجميع وأخرجنا فرقاً لها وزنها مثل فيافياروا الموزمبيقي وسيمبا التنزاني الذي سبق وأقصى اندية عريقة مثل المريخ والأهلي المصري ووفاق سطيف, لذا نحن جاهزون لمواجهة أي فريق لكنني أتمنى أن تجنبنا القرعة مواجهة الهلال والمريخ ليس خوفا منهم، وإنما لنمنح السودان فرصة التواجد في دور المجموعات بأكبر عدد من الأندية.