(1) هل مشكلة الشاعر مدني النخلي كانت في عجزه عن وجود صحيفة تقوم بنشر قصيدته “عشم باكر"؟ ولو كانت كذلك لحلت منذ أن قمنا بنشرها عبر “فنون الأحداث" قبل شهرين ونيف ولم نكتفِ بذلك فقط بل تحدثنا الى عدد من الشعراء ليتحدثوا لنا من واقع خبرتهم عن ما إذا كان بها مفردات تخدش الحياء جعلت لجنة إجازة النصوص تكتب عليها بالقلم الأحمر غير صالحة للغناء ولكن المشكلة أكبر من ذلك بكثير. (2) غالبية الشعراء شباباً وكبارا في حاجة الى أن يتحدوا من أجل الإتيان بلجنة جديدة للنصوص تحترم أولاً تاريخ الشاعر المتقدم لهم لإجازة نص غنائي خاصة وهو الذي نجده تغنى بكلماته كبار الفنانين ومنحوه شارة المرور، ولكن للأسف نحن نعيش في بلد لا تعمل على تطوير قوانينها وفقاً للتطور الذي يحدث من حولنا، ففي جمهورية مصر العربية على سبيل المثال لا يذهب شاعر له رصيد غنائي لدى فنانين عمالقة الى لجنة نصوص أو غيرها بل يقدم أعماله مباشرة الى الصوت الذي يثق فيه. ثانياً لا يعجبني تبرير بعض الشعراء الذين يقولون إن اللجنة قد ترفض إجازة نصوص لبعض الشعراء حفاظاً على تاريخهم الذي قد تنسفه هذه القصيدة التي من زاوية نظرهم الخاصة هي دون المستوى وقد تجعله يتعرض للنقد وما إذا كان لا يهاب ذلكم الشاعر الذي أعد العدة لمواجهة كل منتقد. (3) كنت أتوقع ثورة ليس من الشعراء المكتوين بنار تلك اللجنة بل من جميع الشعراء لأن التغيير يحتاج الى تكاتف الأيادي، فالمثل يقول (اليد الواحدة ما بتصفق) لكن على ما يبدو فإن هناك أيادٍ لا ترغب إلا في التصفيق لهذه اللجنة فأداؤها يعجبها حد الافتتان. هذا من جهة، ومن جهة أخرى أتمنى أن يتحول حديث كبار الشعراء الذين يقرون بحتمية دخول عناصر شابة على لجنة إجازة النصوص من السر الى العلن وإلا فليجأ جميع الشعراء الى التعامل مع الفنانين خارج إطار اللجنة وساعتئذ سيزداد معدل الفوضى في الساحة الفنية والشعرية وكل من نظم بيتين أطلق على نفسه شاعر.