أجواء احتفالية وحماس كبير في يوم من أيام مصر التاريخية حين توجه المصريون صوب صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم ، لكن الإقبال كان أقل من المتوقع بكثير ، أرجعه البعض إلى ارتفاع درجة الحرارة بالإضافة إلى سأم المصريين من تكرار الدواعي للإدلاء بأصواتهم ، إذ تعتبر هذه المرة الرابعة لهم في أقل من عام واحد بعد الاستفتاء على الإعلان الدستوري ثم انتخابات الشعب والشورى على التوالي ، مما دعا اللجنة العليا للانتخابات إلى مد فترة التصويت لساعة إضافيه لتحفيز الناخب. المرشحون بدورهم أخذوا أمكانهم بين الصفوف في مشهد نادر لم يكن يحدث من قبل ، قبل أن يلتقط كل منهم قفازه لصد هجمات المنافسين في اختراق واضح لمبدأ الصمت الانتخابي ، وبعضهم عقد مؤتمرات صحفية استمرارا لحشد الأصوات . اللجنة العليا للانتخابات أبدت الرضى بما أنجز في اليوم الأول مشيدة بالأجواء الإيجابية والسلمية ، وإن لم تخف أنزعاجها للاختراقات التي صاحبت العملية الانتخابية ، اختراقات وصفت بالطبيعة ولا ترقى إلى مستوى تغيير نتيجة الانتخابات أو تزويرها ، وهو ذات الرأي الذي سجلته منظمات المجتمع المدني المصرية وفرق المراقبة الإقليمية والدولية التي تابعت الانتخابات عن كثب. مع انقضاء اليوم الأول سجل بعض المرشحين أسبقية نسبية بصورة وضعت ثلاثة من ضمن الخمسة الكبار في الصدارة ، مع تراجع ملحوظ لأحمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد حسني مبارك وحمدين صباحي رئيس حزب الكرامة السابق ، بينما سطع نجم محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة ، يلاحقة بقوة عبدالمنعم أبوالفتوح نقيب الأطباء العرب ، بالإضافة إلى عمرو موسي وزير الخارجية الأسبق الذي سجل حضورا مميزا في اليوم الأول، مما دعاه إلى الإعلان عن قدرته من حسم الصراع في جولته الأولى ، بينما أثبت باقي المرشحين ضعف قدرتهم على المنافسة الحقيقية . من أبرز الملاحظات التي سجلت على دفتر اليوم الأول للانتخابات انتشار أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بمجلس الشعب بصورة كثيفة في دوائرهم ، وعلى رأسهم رئيس مجلس الشعب محمد سعد الكتتاني الذي توجه جنوبا نحو دائرته بمحافظة ألمنيا ، مستفيدين من ضعف الإقبال مما يضاعف فرصتهم في ظل التزام مشهود لأتباع الجماعة في النزول والالتزام بتوجيهات مكتب الإرشاد ، وهو الأمر الذي دعا وسائل الإعلام التابعة للمرشحين الآخرين إلى دعوة الناخبين إلى النزول حتى لا يحسم الأمر من جولته الأولى لصالح محمد مرسي . الذي تأثر أنصاره في ظل حماسة المشهد الانتخابي في بعض المراكز التابعه للمحافظات إلى اشتباكات محدودة مع أتباع عبدالمنعم أبوالفتوح القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين ، اشتباك يؤسس إلى شدة المنافسة واحتدامها بين الرجلين مما يعطي الإشارة إلى إمكانية تحويل الإعادة إلى مواجهة إسلامية – إسلامية. جماعة الإخوان المسلمين تراهن على قدرتها على حسم المنافسة في جولتها الأولى، ويدعم منظرها ومرشحها المستبعد المهندس خيرت الشاطر هذه النظرية بقدرة الجماعة التنظيمية في الحشد وضمان أصوات أنصارها ، بالإضافة إلى أصوات السلفيين التي انقسمت نصفين بين مرشح الإخوان محمد مرسي ومنافسة المنشق عبدالمنعم أبوالفتوح ، تفاؤل لا يضعفه إلا الحملة الإعلامية المنظمة التي تلاحق الإخوان في الصحف والفضائيات ، وهي الرؤية التي أخذت مساحة من الواقعية بعد انتهاء اليوم الأولي واكتساح مرسي للإصوات التابعه لمنطقة الدلتا والتي تقدر كتلتها التصويتية ب 5 ملايين صوت ، كفيلة بضمان نسبة مئوية مقدرة خصوصا في ظل حجم الإقبال المتوسط والذي يصب تلقائيا في خانة الإخوان .