يوما بعد آخر تزداد سخونة الأجواء الانتخابية في مصر، فقبل أسبوع واحد من توجه الناخب المصري إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس القادم، تغيرت أولويات الناخبيين واختل ميزان التوازنات وتراجع بعض المرشحين الذي تصدروا المشهد الانتخابي في مصر علي طول الأسابيع الماضية، لا سيما بطلا المناظرة التلفزيونية عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق، وعبدالمنعم أبوالفتوح نقيب الأطباء العرب، بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي في مصر تراجعهما وتعرضهما لضربات موجعة في مراكز وثقل قاعدتهم، ليحل مكانهما أحمد شفيق رئيس الوزراء الأخير في عهد مبارك ومحمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، وذكر استطلاع تابع لمركز درسات صحيفة المصري اليوم بأن أحمد شفيق تصدر المرشحين للمرة الأولى من عمر السباق بنسبة 17% متقدما على موسى الذي حصل على 16%، واستمد شفيق قوته تلك من أصوات الناخبين في الريف الذين سجلوا انحيازا كبير لصالحه، كما نال نسبة مقدرة من أصوات الشباب للمرة الأولى مكتسحا شريحة الإناث فيهم، بينما يحاول موسى تقوية موقفه لدى الشرائح التي كانت تميل إلى اختياره في الأسابيع الماضية خصوصا أصحاب التعليم أقل من المتوسط، إذ يستمر تصدره لهذه الأصوات بالإضافة إلى أصحاب الدخل المحدود الذين يميلون ميلا عظيما لجبهة موسى، في الوقت الذي يحافظ عبدالمنعم أبوالفتوح على أصوات الشريحة الغنية وشريحة الجامعيين تحديدا في صفوف الشباب وإن خسر جزءا من هؤلاء لصالح أحمد شفيق، مستعيضا بأصوات الحضر التي بقيت على ولائها له. أهم الإحصائات التي ظهرت خلال الأسبوع الجاري هي أن ما نسبته 40% من الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد، نتيجة لترددهم وقلة اقتناعهم بالمرشحين الحاليين، ويتجه بعض هؤلاء لتعلية فرص الذي لم يظهر لهم تأيدا من قبل، أمثال حمدين صباحي القيادي الناصري ورئيس حزب الكرامة، الذي بدأ يتحرك بصورة جيدة في الريف والمدن علي حد سواء، وبدأت أسهمه بين الشباب ترتفع لخلفيته المعارضة وتوجهه الليبرالي الذي كان يمثله محمد البرادعي الذي هو بدوره لا يخفي تأييده لحمدين وإن لم يعلنها حتى الآن صراحة، بجانب صباحي يلمع نجم خالد علي المحامي المعروف وأحد أبرز رموز الحركة الاحتجاجيه «كفايه»، خالد الذي يعتبر أصغر المرشحين سنا إذ لم يتجاوز عقده الرابع يعتمد بصورة كبير على الشباب والأحزاب الليبرالية، وإن ظل يشكل غيابا في الجوانب الدعائية، ويعتبر زعيم أفقر حملة رئاسية بحيث لم يجمع أكثر من 28 ألف جنيه مصري بينما تحدد اللجنة العليا للانتخابات سقف الإنفاق ب 10 ملايين جنيه، ويواجه باقي المرشحين بتجاوزهم المرعب لذلك السقف المحدد. فقر حملة خالد علي ظهر بصورة جلية في قلة تواجده في الميادين والساحات، ويكاد يكون غائبا تماما من الفقرات الدعائية التلفزيونية، وإن ظل يسجل حضورا فضائيا يسعى من خلال للوصول إلى الناخب. المفاجأة المسجلة هذا الأسبوع تتمثل في استعادة جماعة الإخوان المسلمين لزمام المبادرة وسعيها لصالح مرشحها محمد مرسي الذي تفرغ له جميع نواب الحزب بمجلس الشعب كل في اتجاه دائرته لحشد الدعم والتأيد مما انعكس على ترتيبه في سجل السباق، وظهر للمرة الأولى في رادار الرصد بالمركز الرابع واعتبر إعلاميا الكاسب الأكبر في الأسبوع الأخير، وقد ينجح في ما تبقى من وقت في حصد مزيد من الأصوات. القضايا الداخلية أصبحت هي الرهان الأبرز أمام الرئيس القادم، وظهر بأن غالبية المصريين يسعون لاختيار الرئيس القادر على معالجة الأوضاع الاقتصادية وإعادة الأمن، ومن بعيد يظهر اهتمام خجول من قبل الناخب المصري بالقضايا الخارجية، وإن غلب على معظمهم التركيز على إسرائيل باعتبارها عدوا للأمة المصرية بجانب دعوات للاهتمام بالعلاقات مع إفريقيا حرصا على مصالح مصر في حوض النيل. نزيف التأيد الذي يمر به موسي وابوالفتوح هو من اكثر القضايا التي تخيفهم حاليا بحسبان التراجع الذي تم يعتبر من قاعدتهم الحيويه القديمة مما يؤثر علي فرصهم في شريحة الذين لم يقرروا بعد، مما دفعهم الي التحرك بصورة شخصيه وباتو يسجلوا حضورا في كل الفاعليات الانتخابيه، بينما سعي موسي سياسيا لاخذ تأيد مرشح رئاسي اخر يدعي فوزي عيسي اعلن انسحابه لصالح موسي.