وسط عاصفة المشاكل ضربت النادي قبل ثلاثة أيام قرر مجلس إدارة نادي الموردة أمس الأول تسويق لاعبي الفريق المدافع الطاهر سادومبا وزميله نجم خط الوسط رمضان عجب، وإطلاق سراحهما للمريخ صاحب أفضل عرض حتى الآن.. وبعيدا عن الاجتماع العاصف الذي أفضى إلى القرار وبموجبه استقال (الجزولي ومنذر) عضوا المجلس (المكلف) بات نادي الموردة بؤرة للصراع يتجدد كل موسم وانعكس أثره في المستوى الفني لفريق كرة القدم فابتعد عن المنافسة على الألقاب والمستوى الاداري الذي أدمن الاستقالات.. وتيارات الخلاف المتباينة جرفت مجلس (تميم) خارج أسوار النادي قبل أن تعود وتحاصر المجلس المكلف وتهدد برحيله مع استخدام وسائل جديدة لم يألفها رواد وعشاق النادي من قبل حيث استخدم (رسائل الموبايل) لتهديد أعضاء المجلس، وكذلك رابطة المشجعين ولم يسلم منها حتى اعلاميي وكتاب النادي العملاق, وعلى الرغم من التنظيم الجديد الذي يحمل اسم (تنظيم موردة السودان) اعتبر تسويق اللاعبين للقمة (مؤامرة)، إلا أنه لم يكشف عن حلول لمشاكل النادي المادية التي تحاصره منذ الموسم الماضي، وحتى انتهاء الشطر الاول من الدوري الممتاز, والتمويل يعد المعضلة الاساسية التي يعاني منها نادي الموردة وغالبية أندية الممتاز بعد أن جفت روافد الدخل التي كانت تعتمد على التبرعات وبعض المنح، بالاضافة إلى دخل مباراتي القمة (الهلال والمريخ), وهذا الخلاف أيقظ ذكرى قضية (صالح عبدالله) الذي انتقل اإى الهلال وسط خلاف وملابسات تشابه مايجري الآن بعدما اختلف أهل الموردة على تسويق اللاعب، مثلما اختلفوا حاليا على بيع اللاعبين (سادومبا, عجب)، والاستفادة من العائد المادي لتسيير شئون النادي الذي تعاني خزينته من شح مالي خيّم على لاعبي الفريق والجهاز الفني.. ولم يجد مجلس الإدارة المكلف وقتاً أمامه لسد فاتورة الموسم إلا تسويق اللاعبين لرفد خزينة النادي وتسوية المشاكل المالية والبحث عن لاعبين جدد، ومن ثم تحسين وضع فريق كرة القدم في النصف الثاني من المنافسة, وهذه الأسباب بالإضافة إلى الصراع الدائم ذهب بمجلس الموردة الأسبق ثم عادت وعصفت بمجلس (تميم) الذي بذل جهدا مقدرا لتحسين وضع النادي الذي أسس عام 1927م، وكان يشكل الضلع الثالث للقمة والكرة السودانية وذاع صيت (الموردة) التاريخ, الأصالة والريادة بالأداء الراقي يصاحبه أسلوب تشجيع راقٍ على المدرجات (الأهازيج).. ومابين هذه القيم الموروثة ل(القراقير) والأفكار الجديدة للاستثمار في كرة القدم الحديثه انقسم النادي إلى معسكرين المشجعون والرواد يدافعون عن الطراز القديم ورفض تسويق اللاعبين, أما مجلس الإدارة وأعضاؤه يبحثون عن بيع اللاعبين، وهي الطريقة الوحيدة المتاحة لجلب الأموال ووضع أياديهم في الماء بدلا من النار..