حزم (قلق) حقائبه وكرّ عائداً من (الثغر) إلى معقل ناديه المريخ بالعرضة جنوب وسط مدينة أمدرمان. وقطع بدر الدين الدود مسافة (6) أشهر من مشواره الكروي بخطوات (الإعارة) شرقاً وحط برحاله داخل أسوار (هلال بورتسودان) مسقط رأس موهبته الكروية الفذة، بعد أن قرر مجلس إدارة النادي الأحمر وجهازه الفني إعارته، وفسح مجال لخانة في كشف الفريق الممتلئ لصالح نجوم التسجيلات الجدد اللذين ضمهم المريخ في نهاية العام الماضي مطلع ديسمبر 2011م.. ولكن إعارة (قلق) في الشتاء والتي انتهت في التكميلية (صيفاً) خلقت جدلاً واسعاً وسط الأسرة المريخية التي انقسمت إلى نصفين مابين (غالبية) رافضة و(اقلية) موافقة للفكرة, ومع ذلك فتحت إدارة المريخ الباب فخرج الدود من القلعة الحمراء على سبيل الإعارة كاتم غيظه ومتأبط حزنه، وانضم إلى كتيبة (البحارة) فتنازل زملاؤه القدامى عن القيادة وقلدوه شارة (الكابتنية) تقديراً وعرفاناً له.. ولم يرتد (قلق) عن الأسلوب الإحترافي الذي اعتنقه في المريخ وواصل انضباطه والتزامه بالبرنامج التدريبي لفريقه (القديم الجديد) هلال الساحل، وخاض معه ثلاث عشرة مباراة في الشطر الأول لبطولة سوداني دافع من خلالها عن شعار ممثل الشرق الوحيد في الممتاز، وخطف نجومية عدد منها، بالإضافة إلى إحرازه للإهداف اَخرها كان في شباك الهلال بطل الدورة الأولي بدون هزيمة، وحمل نجم الوسط الدولي فريقه إلى موقع مريح في روليت المنافسة، على عكس ما يحدث له في السنوات الماضية، حيث يقبع البحارة في المراكز الأخيرة بانتهاء الدورة الأولى.. انتهاء إعارة (قلق) أيقظت ازمة (الخانات) من جديد داخل أسوار القلعة الحمراء، التي تضرب بسياج من السرية على تقرير الجهاز الفني، الذي رفعه لمجلس الإدارة بخصوص عملية الإحلال والإبدال، التي قد تطال نجوم ومحترفين لم يمض على توقيعهم عام, وازداد الأمر تعقيداً إشاعة إقتراب نهاية تعاقد قلق (رسمياً) مع المريخ في يونيو المقبل، وهذا بدوره فتح شهية أندية الدوري الممتاز لكسب خدمات اللاعب الدولي، والاستفادة من خبراته وإمكانياته الفنية العالية، على رأسها نادي الأهلي شندي الذي يسعى لتسجيله وتدعيم صفوفه للإستفادة منه في مشواره بالكونفدرالية , وتشير الإرهاصات إلى دخول الهلال الخرطوم أيضا على خط المفاوضات مع اللأعب لكسب توقيعه عن طريق لاعب سابق كان معه في نفس الفريق, وتساءل عدد كبير من المدربين والخبراء عن الفائدة الفنية التي يجنيها المريخ في بإعارة (قلق) على رأسهم المدرب ولاعب المريخ السابق (عاطف القوز) الذي قال يعير المريخ قلق ليأتي بمن؟! بدرالدين لاعب له خبرة كبيرة ويجيد الحركة داخل الملعب ولاسيما في منطقة الوسط، بالإضافة الى قدراته في التصويب وعكس الكرات الثابته هذه الصفات جعلته لاعب (مدربين)؛ بدليل أن الأجهزة الفنية للمريخ ومدربي المنتخب الوطني استعانوا به واصبح عنصرا ثابتا في التشكيل الأساسي.. إن كان الجهاز الفني للفريق الأحمر قد لاذ بالصمت حيال الخطاء الذي ارتكبته الإدارة بإعارة (قلق) ليسجل الحارس (إيهاب زغبير), فان الأول تألق مع هلال الساحل بشهادة (النجومية) التي نالها في غالبية المباريات على عكس (زغبير) الذي لم يظهر في عرين المريخ سوى مرة واحدة، وسمح فيها للخصوم بزيارة شباكه..