اعتنقت أندية الدوري الممتاز هذا الموسم نظام الإعارة في التسجيلات التكميلية التي قفلت أبوابها يوم الأحد الماضي واستيقظت الغالبية من إدارات الأندية للاستفادة من العملية (المزدوجة)، لتدعيم صفوف فريق كرة القدم في نفس اللحظة التي يتخلص فيها من فائض (اللاعبين) مؤقتا، وقص المريخ شريط الإعارة في فترة التسجيلات الرئيسة في يناير الماضي عندما أعار نجم خط وسطه الدولي بدر الدين الدود المعروف ب(قلق) إلى هلال الساحل لفترة ستة أشهر قبل أن يعيده مجدد في الفترة التكميلية الجارية ودخل الدود الكشف بنفس الطريقة التي خرج بها الحارس (إيهاب زغبير) الذي جاء على سبيل الإعارة من الأهلي نفس النادي الذي استعان به المريخ لإعارة لاعبه (عبد الرحمن كرنقو) تمهيداً لاسترداد الحارس المصري (الحضري) الذي كان معاراً للإسماعيلي المصري ثم توالت العمليات التي عبرها انتقل لاعب الجريف عمر سليمان السابق الذي وقع في كشف المريخ لمدة عشر دقائق ثم انتقل الى صفوف نادي الموردة وأخيراً أعار الفريق الأحمر لاعبه اليوغندي موتيابا الى بنمويه.. إن كان مريخ العرضة جنوب نشطاً في نظام الإعارة المحلية فإن غريمه الهلال بالعرضة شمال أكثر فاعلية في عملية الإعارة الخارجية، حيث يقف اثنان من المحترفين الأجانب الغيني تارسيس اكانغا والسنغالي ابراهيما فاني ساني على بعد خطوة من اكتمال إعارتهما للانضمام إلى صفوف الفريق الأزرق، وبعد أن أمن الهلال على الأجانب قرر إعارة لاعبه المدافع جمعة علي إلى الرابطة كوستي للاستفادة من خانته وبنفس الثمن قطع الهلال تذكرة في قطار الإعارة لنجم خط وسطه الفاعل (بشة) الذي غادر الكشف في آخر الدقائق. وعلى غرار القمة سار الأهلي شندي الذي استطاع أن يعير محمد جياد إلى نادس مويس شندي، وفي نفس اللحظة التي أنهى فيها نادي مويس إعارة نجمه محمد سيلا الذي انتقل بصورة رسمية إلى صفوف الأهلي شندي.. وكذلك فعلت الموردة عندما أعارت الحارس عبد العزيز عبد القادر الى مريخ الفاشر وإسلام خالد الى موردة العيلفون. وفي الوقت الذي تفرغ فيه القمة كشوفها من فائض اللاعبين تنتظر الأندية السانحة لإعارة لاعبي الهلال والمريخ للاستفادة من قدراتهم الفنية على عكس القمة التي تحاول التخلص من اللاعبين بحثاً عن (الخانات) مع الاحتفاظ باللأعباء المالية. في وقت سابق أعلن اتحاد الكرة فتح باب الإعارة المحلية بالسودان وعقد سكرتيره مجدي شمس الدين مؤتمراً صحفيا، كشف من خلاله القرارات، حيث ذكر أنه تم تحديد فترة تسجيل اللاعبين الهواة بأربع سنوات، وأن من حق النادي تسويق اللاعب في أي وقت يريده، وأنهم فتحوا الإعارة الداخلية. وقال إن الإعارة ستفيد الأندية وستقلل الأعباء عليها. وقال إن الهلال والمريخ يخسران أموالاً طائلة نتيجة إعارة بعض لاعبيهم إلى الخارج، وفي النهاية يحصل اللاعب على مخالصة وأموال ضخمة من النادي، وضرب مثلاً بإيفوسا. وأبان أن هؤلاء اللاعبين يمكنهم الآن الانتقال إلى أندية في السودان. ورداً على مخاوف الأندية من تخزين القمة بعض اللاعبين في أندية أخرى، قال إنهم ناقشوا هذا الأمر ووضعوا ضوابط للإعارة الداخلية، حيث تقرر ألا تزيد إعارة النادي عن ثلاثة لاعبين، وأن لا يذهب اللاعبون الثلاثة إلى نادٍ واحد، فيما يمكن أن يذهب لاعبان. وقال شمس الدين إنهم ألغوا المادة التي تسمح بتسجيل اللاعب من درجة أعلى إلى أدنى. وأفاد أنهم منحوا الأندية الحق في التعاقد مع لاعبين ثلاثة أجانب في أي فترة يريدونها سواء الرئيسة أو التكميلية. إن كان اتحاد كرة القدم يريد بذلك استفادة الأندية وتقليل نفقاتها فإن الإداريين استخدموا الإعارة تكتيكاً في لعبة التسجيلات لتحقيق مكاسب خارج الميادين.