طارقٌ على الباب، والطارقة من جنس النساء تسأل: في، وقد اعتاد الناس في الأيام الأخيرة الطرق على الأبواب لسؤال الناس، أعطوهم أو منعوهم، ولكن تلاحظ لديّ إختلاف نغمة الطارقة، والتي جاءت مخالفة للصورالأخرى فأضطررتُ للرد: خير ؟ وتأكد لديّ، الخير في أمتي إلى يوم القيامة، ومن بعد إجابة الطارقة، وبما لا يدع مجالا للشك تأكد لديّ حاجة الطارقة، وأنا أجوب منزلها غير العامر بأم درمان، وخلو المنزل من الفئران، ورب العائلة المسجى على عنقريب، وهو المجاهد السابق في سبيل أسرته، من بعد تخطيه لعمر العطاء، وتجاوز السبعين من العمر، وسبعين قصرت الخطى فتركتني أمشى الهوينى، وقصر خطاه عن المبتغى، والبنت على أبواب التخرج، ولا تجد المال للوصول لقاعة المحاضرة، وهي المتميزة، وأخريات يصلن إلى القاعة بالثانية والدقيقة لإستلاف دفاترها، وصعوبة وصول الخير المعتاد من رب البيت، الخير الذي كان تقتات منه السرة في السابق، من بعد ما تناوشته العلل، وصعوبة مساعدة الجيران لأمثال هؤلاء، لكثرة هؤلاء، وقلة الجيران في ظل كثرة هؤلاء، خاصة في أيامنا هذه، والغلاء يحاصر الأسر جميعها، ويعيد الأسرة السودانية للاستعانة بحروف العلة في الرد على الطارق، وقول مافي بدلاً من في.. وثمانية وعشرون حرفا يمكن من خلالها الإستعاضة عن ما في بفي، وبناء الجملة والأمة المفيدة، نعود لرب البيت، والذي كان في عنفوان شبابه لا يابه لقول من قالوا: (القرش الأبيض لليوم الأسود)، وتحذير البيت: ألا ليت الشباب يعود يوماً/ لأخبره بما فعل المشيب، والمشيب يقعد بالرجل ويمنعه من إعفاف أسرته، وإضطرار زوجته الطرق على الأبواب المسدودة، وإجابة حروف العلة نيابة عن الناس: مافي، وكان كترو يقولوا: (أنحن غالبنكم بالصبر)، وهذا عذر وإجابة الظريف، ومن أراد الشرح والإيضاح والإستفاضة، حملنا المشكل لمن نثق في سرعة نجدتهم، فكان أن تبرعت بمبلغ ألف على الفور، تمّ صرفه للأسرة، بشراء الضروري، وهذا يفسر مجيء حرف الألف وألف (أكل)، قبل الحروف الأخرى، ألف الحرف المتصدر للحروف والمائدة، وهلا قرأتم أعمدة الكاتب إسحاق أحمد فضل الله، في آخر الليل، وهو يتكلم عن المائدة، ويحذر من غضبة الحليم الجائع؟ ونعود للتبرع للأسرة وللحروف، وعين تتبرع، (ونسأل الله أن يقيها من شرور العين)، حيث تبرعت بثمن حذاء، كانت تود أن ترتديه لمناسبة، واكتفت بطلاء الحذاء القديم، وتبعت في المسارعة والتبرع، من بعد ألف وعين، دال، وها أنا (أعِد) الرجاء والعشم، في بقية الحروف والنساء، ليسارعن بالتبرع لسائر المحتاجين ممن حولنا، ورمضان على الأبواب يدق بشدة، حملتُ حروف العلة إلى من أثقُ فيه، فقابلتُ مدير العلاقات العامة بالصندوق القومى للضمان الاجتماعي عبد العزيز (المأمون)، إذاً القراء بحول الله لموعودون، وقبل حلول رمضان، بالكتابة حول قيم التأمين والضمان الاجتماعى، من بعد بناء الجملة المفيدة، وتوقيع عبدالعزيز عليها، وضرورة الإسراع إليه، فهو المؤمل عندما تسد الأبواب، ليعيد ويؤكد المعنى، بقول: (في)، وفي تجرنا إلى فضيلة وقيمة القرش الأبيض، سائلين الله: إن لا يُريكم اليوم الأسود، بالطرق على أبواب الآخرين، وفي آخر الليل ..