"الناس ديل خلاص بطلوا شغل معانا، الحمد لله والله أنا من زمان كنت دايرهم يعملوا كدا" الحديث بين القوسين مأخوذ من حوار حقيقي كان يدور بين اثنين من أعضاء تحالف المعارضة بعد أن قطع حزب الأمة قول كل معارض بتخليه عن تحالف المعارضة رسمياً بعد أن يئس رئيس الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني "المعارض" فاروق أبوعيسى من كتمان سر تخلي الأمة عن التحالف والاتجاه إلى طرف آخر. أبوعيسى الذي ظل طوال أكثر من أربعة أشهر يشكو من تماطل أعضاء "الأمة" في حضور اجتماعات تحالف المعارضة بجانب الانتقادات المستمرة بدءاً من رئيس الحزب الصادق المهدي وانتهاءً بالأمين العام الجديد التي جعلت كثيرون من أعضاء التحالف يبدون تذمراً بائنا تجاه تلك التصرفات التي يرون انها أضعفت المعارضة بل وأصابتها في مقتل حتى إنها أصبحت غير قادرة على فعل نشاط يحجز لها مكانا بين فئات الشعب التي يقول التحالف انه يعمل من أجلها. رئيس الهيئة العامة للتحالف بعد طول صمت أبلغ الزميلة السوداني أن مندوبة حزب الأمة ورئيس لجنة الإعلام بالتحالف مريم الصادق أبلغته رسمياً بتجميد عضوية حزب الأمة في التحالف وعدم حضورهم لاجتماع رؤساء الأحزاب المنضوية تحت التحالف الثلاثاء المقبل والذي من المنتظر أن يناقش قضايا مهمة (برنامج الإعلان الدستوري الانتقالي للفترة المقبلة وإجازة البديل الديمقراطي للفترة الانتقالية". موقف حزب الأمة دعا كثير من أحزاب تحالف المعارضة إلى إثنائه لإنهاء هذا الموقف إلا أنه تمسك بقراره رافضا التراجع عن موقفه. مواقف حزب الأمة المتذبذبة أدت إلى تذمر قيادات رفيعة من أحزاب التحالف وهذا ما بدا واضحا في الانتقادات التي وجهها القيادي بالحزب الناصري وعضو الهيئة القيادية للتحالف ساطع الحاج في تصريحات سابقة له متهما إياه بالتسبب في إضعاف تحالف المعارضة لمواقفه المتذبذبة تجاه الحكومة، مشيرا إلى أن ذاك الدور المتذبذب تسبب في إضعاف المعارضة على مستوى الشارع السوداني، رامياً في الوقت ذاته باللوم على التحالف لجهة مسايرته لحزب الأمة في مواقفه تلك خشية انسلاخه من تحالف المعارضة "إن علاقته أحزاب تحالف المعارضة بحزب الأمة القومي "متردية" ووصلت إلى مراحل متأخرة خاصة خلال الفترة الأخيرة بعد أن قام الحزب بتخفيض تمثيله في الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني عقب سحبه لمريم الصادق والدفع بديلاً عنها بكوادر وسيطة، ملمحاً إلى أن بعض الأحزاب المشاركة في التحالف طالبت بضرورة اتخاذ موقف واضح وحاسم تجاه مواقف حزب الأمة. هذه الانتقادات قادت ممثل الحزب في المعارضة مريم الصادق إلى الإدلاء بتصريحات غير تلك مغايرة للتي جاءت أمس على لسان أبو عيسى والتي كشف فيها أن الأمة قام بتجميد عضويته بصورة رسمية. مريم قالت حين أكدت مصادر بالمعارضة قبل أكثر من أسبوعين بأن حزب الأمة غادر تحالف المعارضة إلى وجهة أخرى قالت إن حزبها مازال باقيا ضمن منظومة أحزاب تحالف المعارضة، نافية في الوقت نفسه ما تردد عن ترك معارضة الحكومة وقالت مريم إن ما ردد عن خروج لحزب الأمة القومي عن تحالف المعارضة غير صحيح، وذهبت إلى أن الحزب لم يبلغ قوى الإجماع الوطني بتلك الخطوة التي لم يخطُها، بجانب عدم إبلاغه لأي وسيلة إعلامية. وأوضحت في تعميم صحفي أن حزبها مؤسس في قوى الإجماع الوطني وحريص على تحالف كل القوى السياسية على أسس وطنية وموضوعية. وأشارت إلى أن حزب الامه يعمل مع الآخرين من أجل تحسين أداء قوى الإجماع الوطني. مصادر أخرى ترى عكس ذلك وذهبت إلى أن الأمة يرغب في أن يكون هو الآمر والناهي داخل التحالف لجهة انه الحزب الأكبر وزناً من بين أحزاب التحالف بعد أن ظل أعضاؤه داخل التحالف يتمترسون في كثير من القضايا حول رؤيتهم الخاصة وكثيراً من يلجأ ممثله إلى خيار "لي الذراع" بإجبار المعارضة على تنفيذ أمر ما، وفي حالة رفضه يهدد أعضاؤه بالانسحاب من التحالف وكثيراً ما ذهبوا إلى هذا الخيار، غير انهم يتراجعون في نهاية المطاف لعدم وجود مبررات منطقية لتهديدهم. تصريحات رئيس الهيئة العامة للتحالف المعارض كانت مفاجاة للكثيرين من بينهم قيادات رفيعة بحزب الأمة القومي الامر الذي دفع الامين العام لحزب الأمة القومي وأحد أبرز القيادات التي حضرت آخر اجتماع لرؤساء التحالف بدار المؤتمر السوداني في أعقاب الهجوم على "هجليج" إلى إبلاغ (الأحداث) شروعهم بالحزب إلى إجراء تحقيقات موسعة بشأن تلك التريصحات، رافضاً الخوض في تفاصيل القضية وقال "ليس لدينا ما نقوله الآن، وسنقوم بتحقيق في الامر للوصول إلى الحقائق بشأن القضية". تصريحات ابوعيسى قادت إلى أزمة كبيرة بين التحالف وحزب الأمة حيث طالب الاخير وفق مصدر رفيع بالتحالف باعتذار رسمي عن ما ورد من أنباء بشأن تجميد عضويته بالتحالف عبر بيان رسمي؛ وهو الامر الذي رفضه التحالف مطالبا الأمة بإصدار بيان رسمي لنفي ما ورد عن تخليهم عن المعارضة لتوضيح حيثيات القضية، وأضاف المصدر ل (الأحداث) أن عدداً من قادة أحزاب التحالف يرون أن الأمة إن كان جاداً في عدم خروجه من المعارضة عليه إثبات ذلك بحضور اجتماعاته خاصة اجتماع الرؤساء المزمع عقده الثلاثاء المقبل لمناقشة عدد من القضايا المهمة والحساسة.