ارتفاع درجة (الخلافات) جعل المناخ غير صالح داخل حدود (جزيرة الفيل) أحد الأندية المشهورة بمدينة مدني العريقة التي يهرب منها المدربون. ورغم الاستقرار الإداري الذي تعيشه الجزيرة إلا أن أمواج المشاكل دائما ما تضرب أسوار الأجهزة الفنية، فيحزم المدربون حقائبهم ويغادرون شواطئها مثلما فعل المدرب محمد الطيب الذي غسل يديه من مسؤولية التدريب، وقدم استقالته رسميا من قيادة الجهاز الفني. ورفض المدرب المعروف ب(مورينهو) مواصلة البرنامج التدريبي الذي وضعه لإعداد فريق الأفيال لمواجهة المرحلة الحاسمة في الدورة الثانية لبطولة سوداني للدوري الممتاز. وقال المدرب الذي رحل ورفض كشف القناع عن تفاصيل الأسباب: (ليس لدي القدرة على مواصلة المشوار مع الفريق في ظل هذه الظروف التي رفض الكشف عنها)، ولكنه أشار إلى الجانب المادي باعتباره أحد الأسباب التي حملته بعيدا عن الجزيرة والأفيال التي طردت أكثر من مدرب هذا الموسم فقط, ويحتاج النادي العريق إلى استقرار كامل للجهاز الفني حتي يستطيع الخروج من دائرة الحطر التي يقف عليها في روليت الدوري الممتاز الذي طوى صفحته الأولى. وتولى المدرب محمد محيي الدين الديبة قيادة الافيال التي عادت هذه الموسم إلى مصاف أندية الممتاز، ولكن بعد تردي نتائج الفريق واشتعال بعض المشاكل مع الجهاز الفني غادر الديبة الجزيرة فجاة وترك كل شيء قبل ان يتولي تدريب الأمل عطبره.. وخلف الديبة المدرب علي سومي الذي جاء في مهمة (انقاذ) لاتخلو من صعوبة، وهذا مادفع به رفع مستوي التدريب واعلان حالة الطوارئ, وبينما تسير الأمور على أمواج التقلبات استنجد الجهاز الإداري بالمدرب القدير محمد الطيب الذي تولي تدريب الأفيال لأكثر من مرة. وبالفعل تولى الطيب المسؤولية، وفتح باب الاعداد قبل اسبوعين تقريبا وتدرج في التمارين حتى وصل مرحلة المباريات التجريبية وتوقف عندها.. وتعتبر الضائقة المالية من أكبر المشاكل التي تواجه الغالبية العظمى من أندية الدرجة الممتازة ويقول المدرب محمد الطيب في هذا الشأن: (تعتبر المادة أهم شيء في عالم الاحتراف)، وهذا التصريح الضمني يكشف الصراع المستمر مابين الأجهزة الإدارية والمدربين الذين يبحثون عن النجاح والمادة معا, وبعيدا عن الأسباب التي دفعت بالمدرب الخروج من الجزيرة فإن الموقف بدا معقدا لأن الجهاز الإداري سيسابق الزمن في البحث لتوفير المال، ومن ثم اختيار جهاز فني جديد يتولى القيادة التدريبية استعدادا لمواجهات الدورة الثانية, ويمتلك الأفيال (9) نقاط تحصل عليها الفريق من أصل ثلاث عشرة مباراة لعبها في الدورة الأولى التي لم يحقق فيها الفوز منذ الأسبوع العاشر. وكان آخر انتصار على هلال كادوقلي الذي يعد الثاني له فيما تعادل في ثلاث مباريات وخسر ثماني مواجهات بالتمام والكمال, كما يعد خط ظهر الجزيرة ثالث أسوأ دفاع، حيث ولجت شباكه (21) هدفا فيما أحرز دفاعه (المحتشم) عشرة أهداف فقط..