تعد كرة القدم اللعبة الشعبية رقم واحد في العالم، والتي تتحككم فيها العواطف بدرجة كبيرة سواء عند اللاعبين أو بين أواسط المشجعين في المدرجات. ومن المعروف عن الجمهور السوداني سرعة انفعاله وغضبه على اللاعبين، خاصة إذا لم تأت النتيجة كما يشتهي وتأخر الفريق عن إحراز الأهداف.. وأقرب دليل ما حدث مع لاعب فريق المريخ أحمد الباشا أثناء مباراة الأحمر الأخيرة أمام بلاك ليوبارديس الجنوب أفريقي (الفهود السوداء)، في ذهاب دور الترضية لبطولة الكونفدرالية، والتي انتهت بتفوق مريخي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، وهي النتيجة التي من شأنها أن تضع العديد من العراقيل أمام مشوار الأحمر في البطولة الافريقية. فهزيمة الأحمر بهدف نظيف في لقاء العودة بعد أقل من أسبوعين من شأنها أن تعجل بمغادرته للكونفدرالية خال الوفاض. وشهد اللقاء أحداثا مؤسفة، حيث قامت بعض جماهير المريخ باستهداف لاعب الوسط أحمد الباشا، والنتيجة كانت تشير إلى تقدم المريخ بهدف نظيف قبل أن يتمكن الباشا من الإمضاء على هدفين عزز بهما تقدم فريقه، إلا أن ردة فعل الباشا عقب إحرازه للهدفين لم ترض أنصار الفريق بعد أن توجه إليهم، وأطلق الباشا عباراة (أخرس) احتفالا بالهدفين, ليجد بعد ذلك التصرف نفسه أمام صافرات الاستهجان في كل مرة يستلم فيها للكرة، للدرجة التي دفعت بالمدرب البرازيلي ريكاردو بإخراجه والزج بورقة مصعب عمر, وهو التبديل الذي أكد الكثيرون عقب اللقاء بأنه كان سببا رئيسا لقصم ظهر المريخ وتقبله لهدفين متتاليين بعده. وصرح اللاعب بالأمس عن خيبة أمله من الجماهير التي ظلت تستهدفه طوال الفترة الماضية، حسب قوله، مشيرا إلى أنه ظل على الدوام يتلقى إساءات بالغة، وتتعمّد بعض الجماهير إخراجه عن طوره. وأضاف: هؤلاء لايريدون مصلحة المريخ والأمر تعد شخصي على والدي ووالدتي وبألفاظ نابية لا يمكن احتمالها, متسائلا: هل هنالك أحد يقبل النيل من أسرته, إلا أن الباشا وجه اعتذارا لكل جماهير المريخ، مؤكدا بأن ما حدث نتيجة للحظة انفعال. ولا يقتصر هذا الأمر داخل ملاعبنا السودانية بل المتابع لبطولة كأس الأمم الاوروبية الأخيرة سيجد فيها العديد من الحالات المشابه لحالة اللاعب احمد الباشا, فما قام به متوسط ميدان المنتخب الفرنسي سمير نصري عقب إحرازه لهدف التعادل في مرمى المنتخب الانجليزي لم يرق للجميع، حيث قام لاعب المان ستي بحركة مشابهة لحركة أحمد الباشا (أخرس). وقال نصري، خلال المؤتمر الصحافي، (سألني أحد صحافيي صحيفة “ليكيب": إلى من وجهت العبارة؟ فاجبته بأن العبارة كانت موجهة إليه). ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فقد قام نصري بتوجيه شتائم بالغة الحدة لأحد الصحفيين عقب خروج منتخب بلاده على يد أسبانيا, كما قام لاعب المنتخب الايطالي ماريو بالوتيلي بتوجيه انذار شديد اللهجة للجماهير، حيث قطع اللاعب ذو الأصول الغانية بأنه قد يضطر إلى دخول السجن؛ لأنه سيقتل من يرمي الموز عليه، وهي حركة عنصرية يقوم بها المشجعون ضد اللاعبين من أصحاب البشرة السمراء، خلال مباريات يورو 2012.