{ بمناسبة هذه الايام المباركات يسعدنا ان نتقدم بالتهاني الحارة لأفراد الشعب السوداني بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم مع الامنيات ان يعود على كافة المسلمين في مشارق الارض ومغاربها بالخير والبركات.. وان يتقبل فيه المولى عز وجل الصيام والقيام.. آمين يارب العالمين.. { وبهذه المناسبة وجدت نفسي مجبراً على استعراض تفاصيل الملل التي صدرتها الينا القنوات الفضائية السودانية قبل فترة طويلة من بداية شهر رمضان المعظم.. الملل الذي تمثل في الاعلانات الغريبة لبرامج الشهر الفضيل التي تشابهت امام المشاهدين وبالدرجة التي جعلت امر التفريق بين هذه القناة وتلك من الاعمال الشاقة..!! { ان القناعة التي وصلتني من الاعلانات (الممجوجة) للبرامج (المتشابهة) تمثلت في ان الفراغ القاتل للموهبة وجفاف الابداع في دوائر العاملين في القنوات السودانية انما هو القاسم المشترك الاعظم.. والدليل ذلك التشابه الغريب للافكار ولدرجة فاضحة وبطريقة مبتذلة..!! { البرامج الغنائية هي ذاتها في كل القنوات.. واعتقد بأن نجاح فكرة المبدع الاستاذ الكبير الزميل السر قدور في قناة النيل الازرق (اغاني واغاني) جعلت الجميع يهرولون نحو الفكرة في ظل غياب تام وتبلّد شامل للعقول الخربة التي تتبوأ مراكز قيادية يفترض فيها التميز والتفرد وتقديم كل ما هو شيق ومبتكر..!! { والمتابع لإشهارات البرامج يجد (اغاني واغاني) يتكرر في جميع القنوات وبطريقة منفرة تختلف فيها الاسماء فقط وتبقى الفكرة هي ذاتها وبدون اي مسحة خجل او احترام لعقلية المتلقي والمتابع.. ومع التكرار القاتل توصلنا الى فهم خاطئ يصّور لنا شهر رمضان وكأنه حلقة للسباق على تقديم اغاني الحقيبة بوجوه جديدة للمتعلقين بحبال الفن والغناء والذين يهتمون بألوان الملابس التي يرتدونها اكثر من اهتمامهم بالكلمات التي يرددونها..!! { اما الكوميديا فإنها الداء القاتل الذي فيما يبدو انه اصاب الجميع بمجرد متابعة الترويجات التي قدمتها القنوات السودانية خلال الايام الماضية.. مجازفات هي ذاتها مجازفات قناة الخرطوم قبل عشر سنوات او يزيد.. وبدون كلام برضو بدون اي تطوير او تغيير او تعديل.. اما الكاميرا الخفية فيكفي ان السواد الاعظم من ابناء السودان انما هم علي قناعة تامة بأن فكرة البرنامج في الاساس لا تتناسب مع طبيعتنا الجادة..!! { لقد تأكدنا من خلال الاعلانات التي قدمتها القنوات السودانية في الايام الماضية عن برمجتها الرمضانية بأننا علي موعد مع المزيد من الامراض الناتجة من الاستظراف الزائد عن حده.. وبالتالي المزيد من اصابات سوء الهضم التي عادة ما تصيب الناس عقب الافطار في ايام الشهر المبارك..!! { فقط نقول للاعزاء المشاهدين كونوا على استعداد بالمياه الغازية أو الابتعاد عن مشاهدة القنوات السودانية التي فيما يبدو ان القائمين علي امرها لم يتوصلوا حتى الان للوصفة المسماة بالابداع وخاصموا التفرد وادمنوا العك والتكرار حتى النكات التي يقدمها افراد الفرق الكوميدية صارت مكررة بدرجة قاتلة..!! { استعينوا سادتي بالصبر ومارسوا الابتعاد عن مشاهدة قنواتنا السودانية.. واذا اراد احدكم تعويض المتابعة فعليه الذهاب للسوق وشراء احد اشرطة النكات الى جانب شريط لترباس وآخر لأغاني الحقيبة وبذلك يمكننا ان تستعيض المتابعة اليومية لأنها لن تخرج عن ما ذكرناه..!! { لقد رسخت القنوات السوادانية مفهوماً خاطئاً عن المناسبات في عقول المشاهدين السودانيين وذلك المفهوم لن يخرج عن دائرة ان برامج رمضان تعني اغاني الحقيبة والنكات المعادة المكررة.. وبذات المستوى فان العيد عند السودانيين يعني تقديم ندى القلعة واستضافتها لتستعرض ملابسها ونقوش حنتها وثيابها المستوردة..!! { واذا عذرنا القنوات القديمة واعفيناها من الوقوع في ذلك الخلل فاننا لن نعفي القنوات الجديدة التي لم تجد سوى السير في ذات الاتجاه القديم مستصحبة معها كل التفاصيل السلبية في اشارة لغياب الابداع الذي فيما يبدو انه جاء الينا لكنه غادر الي مكان آخر بعد ان كتب على صفحة بابنا العبارة الشهيرة: (حضرت ولم اجدكم)..!!