كشفت الحركة الشعبية لتحرير السودان عن طلب تقدمت به مفوضية الاستفتاء للشريكين لتأجيل الاستحقاق الذي أمّنته اتفاقية السلام الشامل إلى موعد لاحق. وفي الأثناء، قطع الأمين العام للحركة «باقان أموم»، في تصريحات صحفية من جوبا التي تشهد اجتماع المكتب السياسي للحركة، قطع برفض اتجاه التأجيل معززاً موقفه بدعم حصل عليه من الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة خلال جولته الخارجية مؤخراً بتأييد قيام الاستفتاء في موعده المقرر مطلع العام المقبل. وأكد أموم أن اجتماع الحركة، الذي تواصل حتى الساعات الأولى من صباح أمس «الجمعة» ويتواصل اليوم «السبت»، سيشهد اتخاذ قرارات مهمة للشعب السوداني، واتهم ما أسماها بدوائر في الخرطوم بالعمل على زعزعة الاستقرار بالجنوب. وأضاف باقان أن النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس الحركة سيقدم للاجتماع تنويراً حول الأوضاع الأمنية بالجنوب. وأشار أموم إلى العقبات التي تواجه استحقاق الاستفتاء وتنفيذ اتفاقية نيفاشا بشكل عام ومنها ترسيم الحدود وتكوين مفوضية استفتاء أبيي وتسمية الأمين العام لمفوضية الاستفتاء. وناشد أموم وسائل الإعلام عدم التشويش على مواقف الحركة الواضحة والقاطعة بالتمسك بانعقاد الاستفتاء في موعده كخيار لمواطني الجنوب واجب الاحترام. وذكرت مصادر (الأهرام اليوم) أن برلمان الجنوب سيعقد جلسة طارئة مطلع الأسبوع لمناقشة ما أثير حول احتمالات تأجيل عملية الاستفتاء. وأفادت مصادر (الأهرام اليوم) أن المكتب السياسي للحركة انخرط في أجتماع مطول استغرق جل ساعات الأمس وسيستمر حتى صباح اليوم (السبت) لحسم القضايا المطروحة على جدول أعماله. وكان المجلس التشريعي لجنوب السودان أكد رفضه أي تأجيل للاستفتاء عن موعده المحدد وفقاً لاتفاقية السلام الشامل في 11 يناير المقبل ولو لساعات، في حين وصفت الحركة الشعبية مفوضية الاستفتاء بال»المشلولة»، وقالت إن الاقتراع مهدد إذا لم تنشط مفوضية الاستفتاء في غضون «أسبوعين». وفي السياق ذكر مسؤول برلماني رفيع في تصريحات صحفية أن المجلس التشريعي بصدد تكوين لجنة خاصة بالاستفتاء تضم ما يقارب (25) نائباً، وأشار إلى أن مهامها ستنحصر في عمليات التعبئة للعملية ومراقبة إجراء الاستفتاء في وقته، وأكد أن اللجنة ستقوم بسلسلة زيارات لولايات الجنوب والشمال للقاء المسؤولين والمواطنين للتبصير بالاستفتاء وأهميته إلى جانب خلق أرضية تعايش وتهيئة أجواء أخوية بين الطرفين في حالتيْ الوحدة أو الانفصال، مؤكداً أن تركيز اللجنة سيكون فقط على عملية الاستفتاء ذاتها دون الترويج لخيار من دون الآخر. وكان الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم قال إن «الشلل» الذي أصاب اللجنة المكلفة بتنظيم الاستفتاء حول تقرير المصير بسبب الخلافات بين أعضائها يهدد بتأجيل هذا الاستحقاق المهم الذي يقضي اتفاق السلام الشامل بإجرائه مطلع العام 2011م. وأكد أموم أنه «إذا لم تتمكن لجنة تنظيم الاستفتاء من حل المشكلات التي تواجهها فمعنى ذك ببساطة أنه سيتم (قتل) الاستفتاء وستتحمل اللجنة مسؤولية ذلك» في إشارة إلى أن مفوضية الاستفتاء لم تبدأ بعد عملية تسجيل الناحبين التي ستستغرق عدة أسابيع. من جهته، أكد رئيس أركان الجيش الشعبي لتحرير السودان «جيمس هوث» أن الإقليم يشهد «حرباً» حول الموارد وليس نزاعات قبلية، وقال هوث في مؤتمر صحفي عقده في جوبا إنه «لا توجد نزاعات قبلية في جنوب السودان ولكن هناك بالأحرى حرب للسيطرة على الموارد فالناس تريد ببساطة مزيداً من الأبقار». ووفقاً لتقديرات الأممالمتحدة فإن (700) شخص على الأقل قتلوا ونزح أكثر من (150) ألفاً آخرين بسبب العنف في جنوب السودان منذ بداية العام الجاري. وفي العام 2009، قتل 2500 شخص ونزح 350 ألفاً آخرين بسبب المعارك التي أرجعت الى تصاعد العنف القبلي. وأضاف هوث أن «مدنيين مسلحين يقتلون آخرين للحصول على مكسب صغير وليس لأن لديهم رؤية سياسية» ولكنه أقر بأن سياسيين جنوبيين يؤججون أحياناً النزاعات بين القبائل ليدعوا بعد ذلك أنهم أطفأوا نيران النزاع فيحققون بذلك «مكسباً» سياسياً. وقال هوث: «لا احد يمكنه تعطيل الاستفتاء وسيكون في جنوب السودان دولة قابلة للحياة».