معسكر كلمة - عبد المنعم مادبو كشفت جولة ل (الأهرام اليوم) داخل معسكر كلمة حجم المعاناة المزدوجة للنازحين الذين فروا من جحيم الحرب إلى معسكرات ظنوا أنها ستكون المأوى الآمن لهم لكنها استحالت مع تفسخ الأزمة وتداعياتها إلى جحيم مواز، فالمعسكر يشهد معارك ضارية بين المؤيدين لمفاوضات السلام التي تجري بالدوحة والرافضين لها، راح ضحيتها العشرات وأحرقت أجزاء واسعة من المعسكر فر على إثرها الآلاف إلى نيالا وبعض القرى المجاورة، لكن هناك فئة منهم لم تغادر المعسكر، بينما اختارت أخرى الاحتماء بمقر البعثة المشتركة من الأممالمتحدة والإتحاد الأفريقي «يوناميد» لتوفر لها الحماية قدرهم قائد قوات «يوناميد» بالمعسكر ب (5) آلاف نازح، مشيراً إلى أنهم يسلطون أضواء الكشافات على النازحين في ساعات الليل خوفاً من تعرضهم لأي هجوم من الطرف الآخر. العمدة «صلاح عبد الله» أحد الذين استهدفتهم المجموعة الرافضة لمفاوضات السلام قال ل (الأهرام اليوم) إن النازحين الباقين بالمعسكر انقسموا إلى فريقين بعضهم تلبسته حالة من الحيرة إلى أين يذهب خاصة أنهم من قاطني المعسكر طيلة السنوات السبع الماضية، فيما يرى البعض الآخر أن خروجهم من المعسكر قد يضيع عليهم حقهم في التعويض، مضيفاً أن هذه الفكرة زرعها فيهم رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور إبان فترة وجودهم في المعسكر»، وكشف العمدة صلاح عن حالات استقطاب واسعة قال إن جماعة عبد الواحد نور تقوم بها، وأضاف أنهم «يسوقون كل من يقع في قبضتهم من النازحين الى سنتر (6) ويحلفونهم بأن يتبعوا لحركة عبد الواحد محمد نور»، وقال «إن الحكومة اشترطت دخول المنظمات لتقديم الخدمات بنزع السلاح من داخل المعسكر حتى لا يتعرض العاملون بتلك المنظمات لمهددات أمنية كما يعلمون أيضاً أن هناك موجهات من الحكومة السودانية بأن الأولوية في تقديم الخدمات والمساعدات الإنسانية لقرى العودة الطوعية». وقال مراقبون تحدثوا للصحيفة إن إصرار النازحين على البقاء فى المعسكر تفرضه دواع سياسية، وأشاروا إلى استغلال عبد الواحد محمد نور بساطة النازحين وجهلهم بمخاطبته شبه اليومية للنازحين عبر الهاتف ومكبرات الصوت يحثهم فيها ويحرضهم على الضغط على الحكومة بعدم مغادرة المعسكر. تفاصيل ص (تقارير)