{ هل يمثِّل معسكر «كلمة» (مجمعاً) لإقامة النازحين بولاية جنوب دارفور لدواعٍ إنسانية.. أم أنَّه قاعدة (عسكرية) و(سياسية) لحركات التمرُّد، وعلى رأسها حركة «عبد الواحد محمد نور»؟ { الإجابة على هذا السؤال مهمة لاتخاذ قرار بتفكيك المعسكر (لا) نقله إلى مكان آخر، وما ينطبق على (كلمة) ينطبق على معسكرات أخرى في شمال، وغرب دارفور.. { شهود عيان، ومراقبون، ومنظمات دوليَّة، فضلاً عن أجهزة الحكومة، أكدوا - جميعاً - وجود أسلحة (رشاشة) داخل المعسكر تم استخدامها مؤخراً في قتال بين طرفيْن من سكان أو (مرتادي) المعسكر.. { رواية شيوخ النازحين تقول إن حركة «عبد الواحد» وجَّهت فصيلها (النازح) بتصفية (36) شخصاً شاركوا في مفاوضات الدوحة الشهر الماضي باعتبارهم ممثلين للنازحين.. { المواجهة المسلحة أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من (20) شخصاً بعيداً عن رصاص القوات الحكوميَّة (الممنوعة أصلاً) من دخول المعسكر ..!! { تعليقات المنظمات و(يوناميد) - القوات المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي - كانت (خجولة)، حيث عجزت عن تبرير وقوفها مستسلمةً عن حماية النازحين (العُزَّل) من هجوم المسلحين، مما حدا بحكومة ولاية جنوب دارفور إلى اتهامها - (يوناميد) - بالتواطؤ مع المعتدين المحسوبين على حركة «عبد الواحد نور»، خاصة بعد لجوء المتهمين إلى مقر البعثة الأممية واحتمائهم بها..!! { لا تستطيع (يوناميد)، ومن فوقها (الأممالمتحدة) أن تنفي حقيقةً أصبحت واضحةً وساطعة سطوع الشمس في سماء دارفور، وهي أن الحركات (المسلحة) استغلت بما فيه الكفاية معسكرات النزوح استغلالاً سيئاً وضاراً بالعملية الإنسانية، مما أدى إلى هذه النتائج الكارثية. { والحكومة ليست وحدها التي اتهمت «عبد الواحد محمد نور» بتحريض النازحين وتسليحهم، بل مضى في ذات الاتجاه رئيس حركة «التحرير والعدالة» الدكتور «التجاني سيسي» وهو من أبناء قبيلة «الفور» وحاكم سابق للإقليم في عهد الديمقراطية الثالثة، ويعمل الآن مستشاراً بالأممالمتحدة. { د. «السيسي» وجَّه اتهامات مباشرة لحركة «عبد الواحد» مؤكداً أنها تسعى لعرقلة مفاوضات السلام في الدوحة باستهدافها شيوخ النازحين الذين شاركوا في المفاوضات مؤخراً. { إذن هي معسكرات تحتلها - الآن - قوات (متمردة)، تمارس فيها القتل والإرهاب والترويع ضد المخالفين للحركات من النازحين الأبرياء..!! { وفي هذه الحالة تكون الحكومة في «الخرطوم»و«نيالا» مسؤولة تماماً عن حماية الأبرياء.. بتفكيك هذه المعسكرات ونقل سكانها إلى قرى بديلة تتوفر فيها الخدمات الأساسيَّة. { المطلوب ليس (نقل) معسكر (كلمة) بل تفكيكه بوسائل سلميَّة بالتعاون مع شيوخ النازحين، وإنهاء هذه (المجمعات) الخارجة عن القانون، والقبض على (السماسرة) الذين يقومون بالاتِّجار في المواد التموينية بين المعسكر ومدينة «نيالا»، وقد رأيتهم بأم عيني ولم يحكِ لي أحدٌ، في زيارة للمعسكر عام 2006م. { قاتل الله المتاجرين بقضية دارفور من «كلمة» إلى «باريس» .. و«لندن».. و«نيويورك».