قطع نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه بأن مقومات الوحدة وقواسمها المشتركة أكبر من نوازع الانفصال، وأكد أن الاستفتاء المقبل يُعد التحدي الأخطر الذي يواجه البلاد منذ استقلالها، لكنه نبَّه إلى أنه لن يكون فارقاً نهائياً، وأوضح أن الذي يجمع الشمال والجنوب من مصالح وتاريخ مشترك وروابط دم وعرق أقوى من أن تقطعها ما أسماها المؤامرات الوافدة أو الخارجة. وأكد طه لدى مخاطبته الإفطار السنوي لجماعة أنصار السنة المحمدية (المركز العام) أمس (الجمعة) بالخرطوم، أن إيمانه وثقته بأن وحدة السودان لن تتزعزع ولن تنكسر، وعلق أنهم يدركون أن مصلحة السودان وخيره ومستقبله في وحدة صفهم مع إخوانهم، وأن الخير لهم أن يعيشوا في الدار الرحبة والفضاء الأوسع في زمن اتجهت فيه الأمم إلى تجميع الفئات، مشيراً إلى أن أهل الجنوب أحرص على السودان من أهل الشمال أو يساوونهم. ولفت نائب رئيس الجمهورية إلى أنه لا يهوِّن من تحدي الاستفتاء وإنما يرفض الاستسلام ورفع راية الهزيمة والقول إن السودان أوشك على الانفصال، وقال: علينا استجماع قوتنا وتحمل مسؤولياتنا والتصدي لأماناتنا وإدارة حوار واسع على نهج طرح رئيس الجمهورية، الذي أكد أنه وجد تجاوباً من أصداء الساحة السياسية ورموزها الوطنية. وامتدح طه جهد جماعة أنصار السنة في العمل الدعوي والعمل العام، وشدّد على ضرورة جمع الصف لمجابهة ما أسماه العدوان والاستضعاف الذي نبه إلى أنه بات يضرب الأمة الاسلامية في كل جوانبها، ودعا العلماء وقيادات الأمة الاسلامية إلى النهوض بمسؤولياتهم وإسقاط المحاذير التي قال إنها أقعدتهم وتسببت في تفلت الشباب. من جانبها أعلنت جماعة أنصار السنة وقوفها خلف دعوة رئيس الجمهورية الخاصة بالتفاكر حول الاستفتاء لتحقيق الوحدة. وقال رئيس الجماعة د. اسماعيل عثمان إنهم جنود يخدمون نداء البشير، وأكد أن الوحدة خط أحمر وأن ذلك لا يتنافى مع حق تقرير المصير، مشيراً إلى أن التعايش السلمي في السودان واقع، لكنه قال إن بعض الجهات التي تدعو للانفصال أفسدته، وعلق: نعتقد أن كل الخير في الوحدة وأن كل الشر في الانفصال.