} كنت حريصاً على متابعة المؤتمر الصحافي الذي عقده الدكتور كمال شداد ظهر امس بأحد فنادق وسط الخرطوم.. ولعل الحشود الهائلة التي تقدمت الصفوف من اعلاميين ورياضيين اكدت المكانة المرموقة لهذا الرجل في نفوس السواد الاعظم من محبي كرة القدم بالسودان!! } بدا الرجل هادئاً ومتيقناً وبالدرجة التي ادار بها الحوار بحنكة وقاده الى بر الامان بعيداً عن التجريح أو الاساءات أو التقليل من قدر الاخرين.. ولفت نظري، أول ما لفت نظري، كلمة الرئيس (السابق) للاتحاد العام التي كُتبت في اللافتة الموضوعة خلف الدكتور شداد.. ورغم بساطتها الاّ انها حملت العديد من الاشارات المهمة!! } شكر شداد كل من سانده ابان الازمة الاخيرة واكد انه تعمد الصمت على مدار الايام الماضية، ورفض الاستجابة لكل المحاولات التي تمت معه من اجل التحدث والتعليق علي الازمة وكابد شداد وانتظر ما ستسفر عنه (الفوضى) التي اجتاحت الانتخابات الاخيرة.. وتأسف الرجل من التعامل الذي وجده ممن وصفهم بالاصدقاء الذين انقلبوا عليه ما بين ليلة وضحاها!! } اشاد الدكتور بما جاء في بيان الوزير والمتعلق بالفقرة الخامسة والتي ايدت استثناء الدكتور وإلغاء المادة 16 والتي سبق لها وان حرمته من الترشح في الانتخابات وقال من ضمن ما قال ان الوزير لو توقف عند الفقرة الخامسة فقط لكان من الافضل له الاّ ان شداد عاد واعاب ما صاحب القرار المذكور والمتعلق بإعادة ترشيح الدكتور شداد في منصب الرئاسة وذلك الشأن لا يندرج تحت بند اختصاصات الوزير!! } وأكد البروف انه انتظر حتى يوم امس ليتحدث ترقباً لتنفيذ الجهات المسؤولة عن الكرة لقرارات الفيفا لكن شيئاً لم يحدث وتساءل: كيف لهم ان يقوموا بترشيحي لمنصب الرئاسة دون ان اتقدم انا بذلك الترشيح..؟!! } ان القرارات او التوجيهات التي اصدرها الاتحاد الدولي لكرة القدم كانت واضحة وصريحة ومبنية على اساس عدم تدخل المفوضية في الانتخابات بأي شكل أو بأي صورة مباشرة كانت او غير مباشرة.. واقر الاتحاد الدولي اشراف الدكتور شداد على الانتخابات التي لابد ان تكون كلية وليست جزئية كما قامت المفوضية بترتيبها كما جرى في اليومين الماضيين..!! } واكد البروف ان المفوضية الاتحادية، وبتجاوزاتها الاخيرة اعطت الاتحاد الدولي العديد من الادلة الواضحة التي تؤكد تدخل جهات أخرى بل على العكس فقد ورّطت المفوضية السيد الوزير عندما أقرت بأنها تنفذ توجيهاته في عملية الاشراف على الانتخابات الاخيرة المعادة.. ووصف الدكتور ما يحدث بالفوضى!! } تقدمت باسم جريدة الاهرام اليوم بسؤال للدكتور عن السيناريو المنتظر في قادم الايام من وجهة نظره فقال ان وفد الفيفا سيصل الخرطوم خلال ساعات وانه علي اتصال دائم معه وعقب اكتمال وصول اعضاء الوفد الممثل للاتحاد الدولي سيجلس معهم وهو الان لا يستطيع التنبؤ بما سيحدث في قادم الايام!! } ان حديث الرجل جاء واضحاً واعلن ضمنياً عدم مشاركته في ما اسماه بالفوضي والتجاوزات الصريحة لتوجيهات الاتحاد الدولي.. ثم ان الوزير وفيما يبدو لم يجد من يشاوره او ان من شاوروه لم يعطوه الحقيقة وعملوا على تضليله ودون ان يدروا فإنهم بتلك التصرفات يضعون السودان على مقربة من التجميد!! } لقد تحدث شداد وأقنع.. ولم يتسرع بل ترك الفرصة كاملة للقادة سواء في وزارة الشباب والرياضة او المفوضية او اعضاء الاتحاد غير المعترف بهم.. وبعد انتهاء فترة التقدم بالترشيحات عقد مؤتمره الصحافي وتحدث بالبينات والمستندات ولعل الصورة وعقب حديثه اكتملت تماماً فلا توجد قوة في الارض تستطيع فرض ضوابط على الانتخابات الاّ شداد واتحاده السابق.. } اننا امام مرحلة بالجد خطرة نتمنى ان يوفق قادة الكرة والرياضة في بلادي التعامل معها بالصورة المثلى التي تجنب السودان ويلات التجميد والابتعاد عن ساحات التنافس العالمية.. وفعلاً اذا تحدث شداد.. فاستمعوا له!!