{ تصريحات قوية، واستثنائية حقاً، تلك التي أدلى بها الدكتور «لوال دينق»، القيادي بالحركة الشعبية وزير النفط بحكومة الجنوب، لصحيفة «الشرق الأوسط» عبر مراسلها في أمريكا، ونشرتها، بل واحتفت بها، «الأهرام اليوم» أمس، حيث أفردنا لها عناوين ثلاثة بالصفحة الأولى بالإضافة إلى نشر الحوار كاملاً بالصفحة الثالثة. { وقد يسأل سائل: لماذا كل هذا الاهتمام بحديث د.لوال؟ فنقول له: أولاً لأنه أول إعلان (صريح) و(واضح) من قيادي بارز بالحركة الشعبية يؤكد خلاله أنه (وحدوي).. وأنه سيعمل من أجل الوحدة.. مع الهجوم على الانفصاليين بالحجة والمنطق. { لم أقرأ إطلاقاً أو أسمع يوماً طوال الخمس سنوات الماضية، منذ وفاة زعيم الحركة الدكتور «جون قرنق دي مبيور»، أن قيادياً بالحركة قال بالحرف الواحد دون (لولوة): «أنا وحدوي». { فقد يقول الأخ الأستاذ «معتصم حاكم» مستشار «باقان أموم» الإعلامي أن (باقان وحدوي)..!! ولكننا لم نسمع مرةً واحدة أن باقان قالها (بعظمة لسانه): «أنا وحدوي»..!! { «باقان» تعوَّد أن يقول: «إن قطار الوحدة قد ولّى، وأن الجنوبيين سيصوِّتون للانفصال».. و«باقان» ليس محلِّلاً سياسياً ليقرأ لنا الأحداث، ويحلِّلها، لكنه زعيم من زعماء السودان ومن قادة الجنوب شئنا أم أبينا ولهذا فإن المطلوب منه قيادة شعب الجنوب نحو الوحدة، وليس إطلاق العبارات والأحاديث المتشائمة والمحبطة، بل والمشجِّعة علناً للتصويت للانفصال. وقد أصاب د.«لوال دينق» عندما قال في هذا الحوار (القنبلة) الآتي: «القادة يجب أن يقودوا والذين في مكان المسؤولية يتحمَّلون مسؤولية كتمان آرائهم». وهذا ردٌّ على قيادات الحركة الشعبية الذين كلما سألتهم الصحافة عن رأيهم وموقفهم: «هل أنتم مع الوحدة.. أم مع الانفصال»؟ يردون قائلين: «شعب الجنوب هو الذي سيقرر مصيره في الاستفتاء»..!! { نعم.. شعب الجنوب هو الذي سيقرر.. ولكن أنتم قادة هذا الشعب.. وهو الشعب ينتظر منكم تبصيره بميزات الوحدة ومخاطر الانفصال. { من المدهش أنه حتى القيادات (الشمالية) داخل الحركة الشعبية مثل «ياسر عرمان» وصحبه، لا يجرؤون على ترديد النداءات وإطلاق الدعوات لصالح وحدة السودان خوفاً من هجمات الانفصاليين (الموتورين) في الجنوب..!! { وحتى أبرز المعارضين للحركة الشعبية من الجنوبيين، وعلى رأسهم المرشح لرئاسة حكومة الجنوب الدكتور «لام أكول أجاوين» وهو تاريخياً أول من وقع مع الحكومة على اتفاق حق تقرير المصير مع الدكتور علي الحاج محمد في «فرانكفورت» عام 1992م حتى «لام أكول» بكل صراعاته مع الحركة الشعبية.. وتحالفاته مع المؤتمر الوطني.. لم يقل ولو لمرة واحدة أنه (وحدوي).. كما قالها «لوال دينق» خلال وجوده في أمريكا قبل أيام عبر هذا الحديث الصحفي القيِّم والمهم. { السبب الثاني لاحتفائنا بتصريحات «د. لوال» هو أنها تتوافق وتنسجم مع خط صحيفتنا الداعم لوحدة السودان منذ عددها الأول في (21/12/2009م) قبل أن تُشمِّر الحكومة عن ساعدها وتطلق نفير الوحدة وتشكِّل الهيئات لدعمها. { السبب الثالث أننا نريد، بتسليط الأضواء الكاشفة على مثل هذه الأحاديث (الوطنية) المحترمة، أن نقوِّي من هذا التيّار (الوحدوي) داخل الحركة الشعبية في مواجهة (ابتزازات) الانفصاليين المدعومين من يوغندا. { د.«لوال».. «Good Luck».