· ليس من المفيد أن يستمع الناس إلى حديث باقان أموم إن كانوا يرغبون في وحدة البلاد، ولم يكن الأستاذ أحمد البلال موفقاً في استضافته له في الحلقة الفائتة من منبره بأخبار اليوم، الذي رسم له هدفاً واضحاً هو وحدة السودان، وهذا ما تفسِّره العبارة التي كتبها أسفل خلفية المنبر «كيف نحافظ على وحدة السودان خلال الأشهر الستة المتبقية»، وما أنجزه هذا المنبر من حلقات جيدة كانت تمضي في اتجاه الإجابة على ذلك السؤال بموضوعية وحوار سلس، تطرق لجوانب عدة، وبلور أفكاراً طيبة يمكن أن تدعم الجهود المبذولة على كافة الأصعدة لتحقيق الوحدة. · ما دام المنبر يهدف إلى تحقيق الوحدة كان من الأوجب عليه أن يبحث عن الأصوات والقيادات التي تؤمن بها وتعمل لها بالإضافة إلى الخبراء والمهتمين بهذا الشأن من الأكاديميين والإعلاميين الذين يمكن أن يقدموا نقداً مفيداً للأوضاع والجهود الجارية حتى يتم تصحيحها، وأما الانفصاليون من الطرفين ومن كافة القوى السياسية والأكاديمية والإعلامية فيجب أن نقلل من إطلالتهم ومن الاستماع إليهم إن كنا فعلاً نهدف لتحقيق الوحدة، وهذا لا يعد خروجاً على الحريات الصحفية والفكرية وإنما استجابة لنصوص ملزمة حوتها اتفاقية السلام الشامل والدستور الانتقالي للبلاد. · نعود إلى حديث باقان في هذه الحلقة من منبر صحيفة أخبار اليوم ونتساءل هل قدم الرجل إجابات للسؤال الجوهري الذي يطرحه المنبر على ضيفه الرئيسي وضيوفه الذين يداخلون بأفكارهم ونقاشاتهم لإفادات الضيف الرئيسي؟ أم أن الرجل سبح عكس تيار المنبر ليجيب على سؤال آخر هو «كيف نحقق الانفصال خلال الأشهر الستة المتبقية؟» وهذا ما طالب به باقان نفسه المنبر حين قال «نرجو أن تعملوا على تغيير مهام منبركم المهم هذا، كيف يمكن أن نجعل من الانفصال القادم انفصالاً سلمياً؟» وقد كان مجمل حديث الرجل مصوباً لتحقيق الانفصال حين قطع باستحالة المحافظة على وحدة السودان في مبتدأ حديثه وأردف أن الحركة الشعبية ستعلن عن موقفها من خياري الوحدة والانفصال في الاجتماع القادم لمجلس التحرير الثوري في سبتمبر الجاري، وهذا في حد ذاته يعد خروجاً على الاتفاقية التي ألزمت طرفيها بالعمل لأجل خيار الوحدة، وكذلك يذهب الرجل في حديث غير موضوعي حين يتكلم عن آليات أخرى لبلوغ تقرير المصير غير الاستفتاء في حال عدم قيامه في موعده وهذا ما نفاه الدكتور عبد الرحمن إبراهيم نقيب المحامين السودانيين في تصريحه لصحيفة الأهرام اليوم وقال إن ذلك تأويل بعيد جداً عن النص الذي أعطى حق تقرير المصير وربطه بالاستفتاء. · حملت إفادات باقان في هذا المنبر العديد من الشعارات الجديدة من شاكلة الجوار الجاذب، وحديث كثيف يقلل من فرص الوحدة حين يقول إن الوحدة كلفت الجنوبيين مليونيْ قتيل وأنهم يريدون الانفصال، وقال إن الشماليين لا يتخيلون أن يأتي يوم يتساوى معهم فيه الجنوبيون مساواة كاملة مع أولاد البلد. · عموماً المنبر حمل الكثير من الحديث الذي يشجع على الانفصال بدلاً من خدمة جهود صحيفة أخبار اليوم لدعم جهود الوحدة ولكنه في ذات الوقت خدم موضوعية الصحيفة وهي تطرح الرأي والرأي الآخر وكان عليها بالذات في هذا المنبر أن تحذف عبارة المحافظة على وحدة السودان حتى لا يتطاول عليها باقان وهو يحرم الصحيفة حتى من منطلقاتها. · بذات الصفحة بصحيفة أخبار اليوم وهي تسرد وقائع المنبر كتب الزميل أحمد سر الختم في عموده «دفق الخواطر» محتفلاً بالقائد باقان وتشريفه للمنبر ومن ثم بدأ يتغزل فيه وفي السكرتير الإعلامي لباقان زميل دراسته، وقد فهمت من عمود الأخ أحمد أنه يريد أن يخبرنا بأنه مهندس هذه الحلقة من المنبر، فهنيئاً لأحمد بالهندسة ولأحمد بخطأ المجتهد... · لك أستاذي أحمد البلال كامل تقديري لجهودك الوطنية المخلصة ومهنيتك وريادتك الصحفية الرائعة...