{ أوشكتُ أن أكتب هذا المقال تحت عنوان (عندما يفشل الصائم يفطر)، وذلك بدلاً عن (عندما يفشل الكاتب يرسم لولا أنني وجدت فشل الكتابة أيسر ألف مرة من الفشل بالقيام بواجبات الصيام، فضلاً عن أن السواد الأعظم من السودانيين قد نجحوا في تعظيم شعائر الصيام الذي جاءنا هذا العام برفقة الخريف فنرجو من الله القبول للجميع. { سُئل أمام القصر الجمهوري في لقاء تلفزيوني إن كان يشعر بثقل الصلاة ويسترهبها خاصةً عندما يكون خلفه فخامة الرئيس والوزراء وكبار رجال الدولة، فقال الرجل الإمام بيّض الله وجهه قال: «أنا الإمام وكل الذين خلفي مصلين مجرد مصلين»، وذلك بمعنى أنه الأمير داخل المسجد حيث تذوب الألقاب وتتلاشى لكن عندما تنقضي الصلاة ويذهب الأمراء إلى القصر فتلك قصة أخرى قد نعرض لها في حين آخر و... و... { من المقولات التي طربت لها مؤخراً قول أحدهم: «إن التعري في الشارع العام حضارة، وعلى شاطئ النيل رياضة و«سباحة» وعلى خشبة المسرح وشاشات التلفزة «فن»، وأن الممثلة كلما قصر فستانها كلما طال دورها على خشبة المسرح، وأن كل الأشياء تطول وتتسع إلا الفساتين! فتحتاج هذه الأمة تحرير مصطلح الفن من كل ذلك الابتذال الذي علق به». { شهر رمضان هو شهر الغناء في الفضائيات السودانية بلا منازع ولازلت أبحث عن ذلك العبقري السوداني الذي هو وراء قصة ثقافة «مذاكرة ومراجعة الغناء في شهر رمضان» على أن المعلوم من الدين وبنص القرآن هو أن رمضان شهر القرآن وذلك لقوله سبحانه وتعالى: «شهرُ رمضان الذي أُنزلَ فِيه القرآنُ». وكنت سأجد العذر لبعضهم لو أن الغناء السوداني بأشعاره وألحانه قد نزل من ألواح الشعراء والملحنين الى المغنين في شهر رمضان. فلماذا لا تبتدر قناة النيل الأزرق، التي تولت كبر ترسيخ هذه السُّنة، في أن تحول تلك الجلسات «الما منظور مثيلها» الى شهر ربيع أو صفر أو حتى «قصيِّر» ومن ثم نستعيد شهر رمضان، بمعنى أن يكون شهر كانون من كل عام هو شهر الغناء السوداني ويكون شهر رمضان هو شهر القرآن.. مجرد اقتراح. { جيوش الأممالمتحدة التي هبطت علينا في ذات صيف مضى من عدة سنوات قالوا إنها جاءت لحفظ الأمن خاصةً في إقليم دارفور المضطرب ولكن بمرور السنين اتضح لنا أن هذه القوات «الهجين» هي الأخرى تحتاج لمن يحميها ويحرسها فتضاعفت أعباء حكومة الولاية في إقليم دارفور؛ فلا تعرف إن كانت الأولوية هي حماية مواطينها أم أن الأولوية «حماية جنود الأممالمتحدة» من القتل والاختطاف.. حكاية تصلح لها مقولة: «يا ود المهدي الجابوك تهدي». { نحن في بعض مضارب ولاية نهر النيل نستعد هذه الأيام للاحتفال بقدوم «كهرباء الحكومة العامة» لنودع عهد «الجنريترات» حيث زُرعت الأعمدة وشدت الأسلاك وربما في غضون الأسبوعين تستقبل مناطق الباوقة وأرتولي ومبيريكة والعبيدية التيّار الكهربائى. ولم نتنفس الصعداء بعد حتى قرأنا في الصحف أن حكومة الولاية قد نشطت من جديد في تحريك ملف سد الشريك الذي إن كُتب له النجاح سيغمر هذه المناطق التي لم تحتفل بعد بقدوم الكهرباء ولا أدري من يخطط لهذه الحكومة إذ أن المنطقة الافتراضية لمشروع السد هي المنطقة ذاتها التي تنفق الحكومة المليارات لإنارتها بالكهرباء.. حيرتونا..!! { لقد بت أخشى على ملك سعادة الفريق الهادي من هذا الارتباك.. نتابع ونفيد.. وكل عام وأنتم بخير.