سيخاطب الفريق الهادي عبدالله والي ولاية نهر النيل نهار هذا اليوم أبناء الولاية المقيمين بالعاصمة القومية، وذلك حسب الدعوة التي قدمت عبر الصحف، على أن اللجوء لأبناء الولاية بالخرطوم هي سنة لم يبتدعها على أية حال سعادة الفريق، ولكنها ظلت سنة قائمة عند النوازل والشدائد، فعلها قبل ذلك الولاة المعنيون، غير أن سعادة الفريق المنتخب من قبل شعب الولاية، في ما يبدو لم تسعفه تلك الشرعية رغم غزارة أصواتها وها هو يلجأ «لشرعية أبناء الولاية بالخرطوم»، وذلك نظراً لتعقيدات ملفات الولاية الذي ظلت تراوح مكانها، وبمناسبة «لقاء الخرطوم» هذا كثيرون يزعمون بأن الوالي الهادي عبدالله هو رجل المركز بامتياز، وربما هذه واحدة من المسوغات التي جعلته يتفوق على أستاذ الاقتصاد بروفيسور أحمد مجذوب الذي يتمتع بقدر من الاستقلالية، فسعادة الفريق كثير الرجوع إلى المركز، بل إن حكوماته ظلت تتشكل هنا في الخرطوم في غرفة يديرها بعض أبناء الولاية الذين لا نشك في مصداقيتهم، غير أنهم في كل المرات لم يكونوا موفقين تماماً في اختيار أفضل الأتيام، بل لقد يتموا مناطق بأكملها حينما لم يأتوا بواحد من أبنائها، وترتب على ذلك غياب آلامها وآمالها في أجندة الحكومة، وأنا أتحدث عن المنطقة التي ربما سقطت سهواً أو عمداً لا أدري من ذاكرة «غرفة السيد الهادي الخرطومية»، وهي المنطقة شمال بربر والتي تضم العبيدية والباوقة وأرتولي ومبيريكة والجول وفتوار والسليمانية والكربة وندى، ويستمر هذا الظل شمالاً حتى تخوم مدينة أبوحمد، ولئن تجاوز القوم ثقافة المحاصصة العشائرية والمناطقية، وليس بمقدورهم تجاوزها وها هو المركز يستوعب هذا التنوع في أحدث نسخ حكوماته وهو يأتي بابني الميرغني والمهدي، ولئن تجاوزوها فليس في المقابل يمكن تجاوز إشكالات هذه المنطقة، وأهلنا يقولون (ما حك جلدك متل ضفرك)، ولما كنا نذكر صناع تلك «الغرفة الخرطومية» التي لا تعرف الباوقة ولا أرتولي ومبيريكة والجول وفتوار والسليمانية، لما كنا نذكرهم ببعض كوادر هذه المنطقة، لم نكن يومها نود توظيف كادر في قامة سراج محمد الأمين (أبامنة)، خريج جامعة الخرطوم، الضابط الإداري، المعتمد في ولايات الصعيد، رجل الاستراتيجية، لم نسع لتوظيفه، لكننا كنا نسعى لتوظيف أزمات المنطقة لكونه لصيقاً بها، وهو وغيره كثيرون لا تعرفهم تلك «الغرفة المغلقة» التي في كل مرة تأتي بحكومة «جنوبالدامر»، ونحن لم نستنكف أن تحكمنا الدامر وشندي فقط أن تستوعب الطاقم الإداري والسياسي للحكومة كل أزماتنا، وأستطيع هنا أن أعرض بعض أزمات تلك المنطقة المغيبة في التشكيل الوزاري، هذه المطنقة تعاني من انهيار العملية التربوية والزراعية تماماً، فقد هجر الشباب فصول الدراسة، وحقول الزراعة لأجل الذهب، غير أن هذه المنطقة «الذهبية» قد تضررت أكثر بهذه الهجرات الديموغرافية الكثيفة التي أفسدت حتى الآن «البيئة الصحية» وذلك بفعل عشوائية السكن والإقامة والنشاط، تتجلى هذه المخاطر أكثر عند «مشرع بنطون الباوقة والعبيدية».. والخوف على «البنية الأخلاقية التحتية»، ثم الاشكالات الصحية وغيرها، فأكثر مناطق الولاية ازدحاماً بالملفات الشائكة، هي في المقابل أكثر المناطق تغييباً في مركز الولاية الإداري والسياسي! سيدي الهادي عبدالله، برغم كل ذلك نحن نمد أيادينا البيضاء للتعاون والتكاتف، والرأي عندي أن تشكلوا حكومة إنقاذ قوية تكون قادرة على اقتحام ملفات «أزمة المناصير وتداعياتها، ومشروع سد الشريك، وترتيب أوضاع الدهب و(الدهابة) واستنهاض الزراعة وخدمات التعليم والصحة وحسم مشروع سد الشريك (اللا كتلوك ولا جوك جوك)»! مخرج.. وهل يسعفنا عكير الدامر بمخرج أنيق.. ما بتخدر البسقوها بعد النشفة وكت الروح تروح طعن الإبار ما بشفى يا رمز الوفا النادر عريس الكشفة مع المعدودة ما بنفع دواء المستشفى