نال أطفالنا القدح المعلى من اللهو والمرح خلال عطلة عيد الفطر المبارك القصيرة نسبياً وحصلوا أيضاً على فاخر الثياب والأحذية والألعاب بمختلف أنواعها.. ولكن بعض ضعاف النفوس استغلوا العيد وفرحته وتسامح الناس فيه حتى الشرطة وتفرق عدد من (قراصنة) جمع المال بأية وسيلة في أحياء العاصمة الخرطوم الراقية والطرفية واحتل كل منهم ميداناً وأتى بسبع أو ثماني سيارات من ماركات أتوس، كليك، آي تن، تيكو، ماروتي، وغيرها من السيارات الصغيرة وصار يؤجرها للصغار من عمر ست وسبع سنوات بمقابل مادي ليدور الطفل في الميدان والمناطق القريبة منه، وبعضها كانت معروضة في معارض السيارات للبيع ولكن عبقرية أصحابها رأت أن تدر مالاً حتى إن لم تكن مرخصة. وآخرون أتوا بالمواتر بأنواعها ليقودها الصبية ويدخلون بها الطريق العام مشكلين بذلك خطراً على أنفسهم وبقية المشاة، «الأهرام اليوم» سألت بعض أولياء الأمور عن الظاهرة فقال الداعية فتح العليم حسن شريف أمين خزينة اتحاد السباحة السوداني إن العيد هو مكمن الفرح والبهجة الملتزمة بشروط الإسلام وهي المبتغاة فيه وبما أن هذه السيارات والمواتر توضع في أيدي الصبية غير الملمين بقوانين وكيفية قيادة السيارات فإن هذا الفعل حرام لأنه يعرض أطفالنا للتهلكة وعلى أولي الأمر اعتقال القائمين على تأجيرها وإنفاذ القانون فيهم. فيما يرى الحاج عبد الرافع محمد أن هناك تقاعساً من جانب المحليات لأنها تركت بعض هواة جمع المال يتاجرون بأرواح الأطفال وأضاف أن التطور الذي تشهده البلاد يمضي بسرعة كبيرة جداً لذلك لا يستغرب هو بعد عشر سنوات أن تكون هناك مجمعات عشوائية لإيجار طائرات مروحية (هيلكوبتر) للأطفال في الخرطوم وعواصم الولايات دون سن العاشرة، وطالب شرطة أمن المجتمع بتضييق الخناق على المتفلتين الذين يستغلون شغف الصبية بالسيارات والدراجات النارية. من جانبها اعتبرت الحاجة حسيبة محمد وهي جدة لستة عشر حفيداً أن ما يدور الآن في ساحات الأحياء ما هو إلا (لعب عيال) ويعرض حتى المارة للخطر لأن السيارة تمر وبالكاد يرى الناس السائق لصغر حجمه وسنه وهذا هلاك له ولمن يسير معه في الطريق من المارة وأردفت أن حال البلد (تغير) وأصبح جمع المال هو الأهم حتى لو كانت وسيلته رمي الأطفال في (مكنات الخواجات) ليلقوا مصيرهم المحتوم تحت ستار فرحة العيد.. وقالت إنها ركبت السيارة لأول مرة وعمرها عشر سنوات وكانت لوري من ماركة (تيمس) إبان الاستعمار الإنجليزي للسودان. المصور الصحفي علم الهدى حامد إبراهيم قال إن الأمر برمته مخالفة كبيرة تحت نظر وسمع السلطات لأن العمر المحدد لنيل رخصة القيادة هو 21 عاماً فكيف يجلس طفل لم يتجاوز العاشرة خلف عجلة القيادة؟ ويمضي في الطريق المسفلت المزدحم أصلاً بالسيارات؟ وأضاف أنه أب ولكنه يحذر أولاده على الدوام من التعاطي مع مؤجري السيارات الصغيرة حتى لا يفقدوا حياتهم أو يتسببوا في إنهاء حياة الناس.