{ تعوّدتُ وتعمّدتُ أن أشاهد وأتابع معظم برامج العيد على الفضائيات السودانية وأنا أضمر في نفسي أكثر من سبب؛ إذ أن بعضها أتابعه وأنا على ثقة أني سأجني منها بعضاً من ثمار وأخرى أشاهدها بدافع (الشمار) وثالثة أهدر فيها زمناً لأنه ما فيها (عَمَار)، لكن ما بين الأولى والثانية والثالثة تتجمع عندي مجموعة من الآراء أحسب أن الكثير من المشاهدين يشاركونني فيها وربما يبزوني غوصاً وتفصيلاً في تفصيلاتها. { وتعالوا نبدأ بشاكلة البرامج ذات الثمار، كتلك التي قدمتها الفضائية السودانية في فترتها المفتوحة أول أيام العيد واستضافت فيها الرائعة سميرة دنيا وجمال فرفور اللذين كانا في كامل حضورهما الذهني مما شكّل حالة عالية من الرقي الفني في الأداء والتطريب والسلطنة. ولعل جمال هو من الأصوات التي لا تُمل ولا تُسد عنها الأذن؛ إذ أنه ورغم حضوره طوال ثلاثين يوماً في شهر رمضان لكنه كان كامل الدسم في أول إطلالة له على الهواء مباشرةً، شاركته في الحلاوة والطلاوة سميرة دنيا صاحبة الصوت البديع. { على فكرة، أمثال جمال وسميرة هما من يخلقان الكاريزما للبرنامج وللفكرة وليس العكس؛ لأنه كفاية جداً أن يغنيا دون محاور ولا مداخلات فيكونان حالة هي قمة في التألق وقمة في الجمال. { أما تلك التي أتابع تفاصيلها بدافع الشمار مثل ذاك الذي قدمته قناة (هارموني) وأسهبت في تكراره بعنوان كواليس بنات حواء وظهرت من خلاله بعض المواقف الأكثر من عادية خلف الكاميرا ولا أظن أن فيها من الإثارة ما يصلح لأن يكون برنامجاً عيدية اللهم إلا إن أرادت (هارموني) أن تظل تحصد في نجاح البرنامج بالدوران في فلكه حتى نهاية العام. وأكثر ما أضحكني أن المذيعة (تريزا) التي ظهرت وهي تضحك في أحد المشاهد علقت على ضحكها بأنها عايزة توري المشاهدين أنها تعبت قدر شنو، فإن كان إصلاح المكياج الذي أفسده كثرة الضحك هو قمة التعب عندها، فبماذا تصف شيرين أبو عاقلة مراسلة الجزيرة من غزة حالها ومآلها!! { وبالتأكيد يقتلكم الفضول لتعرفوا نوعية البرامج الما فيها (عَمَار) وممكن جداً تصيب خلايا المخ (بالدمار) كذاك الذي قدمته قناة النيل الأزرق مع الفنانة مونيكا وأدارت تفصيلاته إحدى مذيعاتها (موسميات الطلة) وأعتقد أن اسمها (بسمات). ولعل هذا اللقاء أفسد عليّ مسميات جميلة تعوّدنا أن نطلقها على بعض اللقاءات الثنائية حين يكون المقدم في روعة عمر الجزلي والضيف في إبداع الكابلي فنقول هذا لقاء القمة أو هذا لقاء السحاب، لكن الشفته ده يستحق أن نسميه لقاء (التراب)؛ إذ أنه كان غاية في السطحية والبرود ولا ألوم المذيعة على ذلك طالما هي تحاور مونيكا التي تحدثت بفخر عن مسيرتها الفنية بأنها شجعتها صاحبتها وشاعرتها نسيبتها وأول حفلة عملتها لأختها. ولعل مثل هذه البرامج تجعلني دون مجاملة أوجه سؤالاً مباشراً للأخ حسن فضل المولى وللأخ الشفيع عبد العزيز، وهما رجلان يعرفان دروب الإبداع وكيفية جذب المشاهد، عن جدوى هذه الاستضافات العقيمة التي تخصم من رصيد النيل الأزرق، بل من حقي أن أسأل وأتعجب كيف لفضائية، نجحت في كسر طوق الصمت عن شاعر كهاشم صديق، تمنح ساعات بث ثمينة لمونيكا ومثيلاتها!! كلمة عزيزة { بحفلها الرائع الذي أقامته الإذاعة السودانية ثالث أيام عيد الفطر المبارك تكون قد منحت الإذاعة الأُم فرصة لمستمعيها أن يقضوا يوماً رائعاً لا يرهق جيوبهم ولا أسماعهم وهي تقدم على مسرحها العديد من نجوم الغناء والطرب فاتني للأسف بعضهم إذ جئت الحفل متأخرة لكنني (حصّلت) سيف الجامعة وهو يصدح ب(يا نديدي) ويعقبها ب(أعذريني) ولم ينقطع بعد انتهاء وصلته حبل الطرب الأصيل وحمد الريح يغدق وفي كرم فياض نثر جميل أغنياته الخالدات ليغرق الجميع في حالة صوفية من الوجد والنشوى!! كلمة أعز { أكثر ما يميز نهى ونانسي عجاج، زائداً صوتيهما الجميلين، هو أنهما متحدثتان لبقتان. وأكثر ما يميز نسرين سوركتي أنها لا تقدم برنامجاً إلا وتكون مدركة لتفصيلات كثيرة عن الشخصية التي تحاورها، لكن ما خصم من سهرتها الأخيرة مع نانسي أن نانسي، للأسف، لم تأتِ بالجديد ولازالت تدور في فلك رائعة صديق الكحلاوي (قالوا عليّ شقي ومجنون).