لا يزال دولاب العمل في العديد من المؤسسات متوقفاً والسبب يرجع إلى عدم اكتمال عودة الموظفين من إجازة العيد ويرتبط تأخر العودة بأسباب عدة منها عدم انتظام الرحلات للبصات أو الحافلات من مختلف مدن السودان إلى الخرطوم.. «الأهرام اليوم» قامت بجولة في نقاط تجمع المواصلات الولائية شملت الميناء البري وموقف شندي للوقوف على حقيقة الأزمة. فوضى وسوق سوداء في الميناء البري التقينا بعدد من المواطنين وابتدر «أ. م» حديثه قائلاً: أنا عائد من مدينة سنار حقيقة واجهتني مصاعب عدة وظللت أنتظر وسيلة تنقلني من سنار إلى الخرطوم منذ الثامنة وحتى السادسة مساءً وتجسدت معاناتي أمام منافذ بيع التذاكر فبجانب الزيادة الكبيرة في قيمة الترحيل هناك معاناة أكثر شدة في طريقة الحصول على تذكرة لا سيما أن هناك المئات من المواطنين يبحثون عن العودة إلى العاصمة لمباشرة أعمالهم. وأضاف المواطن «أ. م» أن الأمر لم يتوقف على تلك الفوضى بل هناك تجار يمارسون بيع التذاكر في السوق السوداء بأسعار مضاعفة في صورة سيئة لاستغلال ظروف العيد مع غياب الرقابة من قبل المسؤولين ولينفرد أصحاب المركبات والسماسرة والكمسنجية بممارسة صفوف العذاب على المواطن. { غياب التنظيم المواطن «ع.م» انتقد الطريقة التي يتعامل بها أصحاب المركبات مع المواطنين في مثل هذه الأجواء وقال: عدت إلى الخرطوم من المناقل وفي الموقف الرئيسي هناك تجسدت معاناتي للحصول على تذكرة حيث يتكدس المواطنون أمام شبابيك التذاكر لساعات طويلة ويحدث هذا كل عام دون أي حراك من المسؤولين مع العلم بأن التأخير في العودة إلى الخرطوم يتسبب في تعطيل دولاب العمل. وناشد «ع.م» في إفادته اتحاد البصات السفرية وأصحاب الحافلات بالعمل على تلافي هذا الإشكال مستقبلاً. المواطن «س.ف» أمن على الحديث السابق وزاد بأنه عائد من النيل الأبيض وتحديداً مدينة ربك ولعل المعاناة الأساسية في رحلة العودة تمثلت في انعدام البصات وبالتالي ظهور زحام شديد أمام مكاتب مراكز بيع التذاكر، ونبه «س.ف» إلى أن هناك إشكالاً حقيقياً يواجهه المواطنون في رحلة العودة من مناطق السودان المختلفة إلى الخرطوم ويتمثل في استخدام بعض السائقين للحافلات التي تعمل في الخطوط الداخلية في الخرطوم وهي بالتالي غير مهيأة ولا مؤهلة للرحلات الطويلة. { موقف شندي في موقف شندي التقت «الأهرام اليوم» العديد من المواطنين الذين أكدوا على أن الزحام من الثوابت التي تصاحب مثل هذه الأيام في الرحلات السفرية وأشاروا إلى أن ذلك لا يعوق رحلة العودة وطالبوا بضرورة تضمين السيارات الخاصة داخل الطوف الذي تتقدمه عربات المرور في أجل المزيد من التأمين لحياة المواطنين. ً{ توضيح من أصحاب المركبات واستجلاءً لحقيقة الأزمة سألنا عبد الغفار النغماش الذي يعمل مديراً لإحدى شركات البصات السفرية عن أسباب أزمة ترحيل المواطنين فقال: هذه الأزمة موسمية ونحن في الشركة نجد أنفسنا مطالبين بترحيل آلاف المواطنين في وقت واحد من الخرطوم إلى بقية مدن الولايات المختلفة، وتبدأ المعاناة خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان وتستمر إلى ما بعد العيد بأسبوع. وأشار إلى أنهم يسيرون سبع رحلات في اليوم بطاقة مضاعفة وارتفاع قيمة التذكرة من الثوابت التي يؤمن عليها الجميع. وقال: بعدما ننهي رحلة الذهاب يكون لزاماً علينا العودة بدون ركاب. واختتم النغماش حديثه مطالباً المواطنين بالتعامل مع مثل هذه الأزمات بشيء من الموضوعية لا سيما أن الدنيا عيد ولا بد أن تسود روح التعاون بين الجميع.