{ لا أدري لماذا أشعر أن سطوة الرياضة وخاصة كرة القدم تقيِّد كل من يعتلي مقعداً هو في المقام الأول مهتم بالشباب ثم الرياضة، كما الحال للمجلس الأعلى للشباب والرياضة الذي يترأسه السيد أسامة أونسي، الذي منذ أن تقلد المنصب المهم الذي يُعنى بشريحة مهمة وقطاع بالغ الخطورة، وهو قطاع الشباب، لم أسمع نشاطا له سوى الحديث عن أزمة الهلال ومجلس الهلال تعييناً وحلاً وجمعيّة عموميّة، وكأن كل برنامج عمل الوزارة اختزل في هذا الجانب، في حين أن شباب الولاية بمنتدياتهم وتجمعاتهم يشتكون لطوب الأرض الإهمال وعدم الاهتمام، وإلا بالله عليكم قولوا لي متى سمع أحدكم عن قيام منتدى شبابي بدعم من الوزارة أو حتى دورة ثقافية أو فنية أو حتى رياضية تحرِّض الشباب المتسكع بالضللة والدكاكين لمحاولة اكتشاف ما لديهم من طاقات أو مواهب غير مكتشفة وغير مفعّلة لديهم، خاصة وأن الدُور والمراكز التي تهتم بالنشاط الثقافي والإبداعي تعاني الأنيميا في الدخل وفقر الدم في الإمكانيات، وبالتالي لن تستطيع أن تقدم للمنتمين إليها ما يستحق الانتماء إليها، وبالمقابل لن تكون جاذبة لانضمام قوافل الشباب، لذلك أعتقد أنه على الإخوة في المجلس الأعلى للشباب والرياضة أن ينتبهوا إلى خطورة قطاع كبير من الشباب هم مسؤولون عنه في المقام الأول، للأسف يجد التجاهل وعدم الاعتبار، مما يشكل حالات من الفراغ والقلق النفسي والمعنوي، وهو ما يرمي ببعضهم إلى التهكلة في نيران المخدرات واللاوعي بسبب اللاهدف واللا قضية، فهل نسمع عن مبادرة يقودها السيد ونسي لنفض الغبار عن المنتديات الشبابية والثقافية وإنشاء المزيد منها، وكفانا قصصاً وروايات عن الهلال والمريخ!! { كلمة عزيزة سؤال مهم يستحق أن نوجهه للفضائيات التي تنتج برامجاً للمسابقات الغنائية أو حتى الشعرية، وإن كانت الأخيرة شحيحة وعلى خجل، والسؤال المهم هو عن جدوى قيام هذه البرامج؟ وعن الأهداف التي من أجلها كل هذه القومة والقعدة؟ خاصة والحكاية كترت ولم نعد ندري إن كانت هذه الفضائيات تخدم نفسها بضمان متابعة المشاهدين لها أم أنها تقدم خدمة للمتسابقين والمشاركين بالأخذ بيدهم نحو الطريق الصحيح من اختيار للكلمة واللحن بل وتقديم خدمة العمر لهم بتسويق إنتاجهم الخاص عبر شرائط الكاسيت أو السيديهات، لكن ما يحدث حتى الآن هو على العكس تماماً ممّا هو متوقّع من شاكلة هذه البرامج، بدلالة السؤال عن مصير العشرات من المتسابقين في نجوم الغد أو سباق المبدعين أو حتى استديو المواهب الذي تجري أحداثه حتى الآن على شاشة الفضائية السودانية، وإن كانت بعض الأسماء قد صادفها الحظ السعيد فهذا لم يتأتَّ لها إلا من خلال مجهود شخصي وتوفيق من رب العالمين، لأنّه لا مقارنة تُذكر مثلاً ما بين الذي وجده خريجو هذه البرامج - إن كانوا قد وجدوا شيئاً - وبين خريجي برامج مثل سوبر استار أو استارأكاديمي ونجم الخليج، أو البرنامج الأمريكي الرهيب أمريكان آيدول. اعتقد أننا لم نعد في حاجة لاكتشاف مواهب جديدة لأنه «البيضة الناجحة من عشها زوزاية»، فنحن في حاجة إلى صقل وتقوية عود هذه المواهب رعايةً واهتماماً وإلا سيكون ظهورهم كما عدمه، طالما أنهم موجودون بلا أثر ولا بصمة ولا حتى ضل! { كلمة أعز كنت ولا زلت أراهن على كثير من الأسماء التي إن وجدت فرصتها بالكامل حتفُوت الكبار والقدرها، وواحدة من هذه الأسماء هي نجمة الفضائية السودانية هنادي سليمان، هذه الواثقة الشاطرة التي تحكّرت بين الكبار كقارئة ممتازة للأخبار بدليل ثباتها وتميزها منذ اللحظة التي أطلّت فيها من خلال الشاشة، وأجمل تعليق سمعته من أحدهم حين قال لي: والله يا أم وضاح لك ألف حق في ما كتبتيه عن هنادي، وأضاف: الشابة لا تقرأ الأخبار ولكنها تشدو بها!!