{ عامل فيها لاعب حريف.. طلع إشاعة. { قايلنو فنان ليهو شنّة ورنّة.. طلع إشاعة. { عامل فيها بجيب الهوا من قرونو.. طلع إشاعة. { سعر كيلو الفراخ تسعة جنيه فقط ..إشاعة. { ناس الإرصاد قالو بكرة في مطرة جاية.. طلعت إشاعة. { الزول دا حيعينوه وزير.. طلع إشاعة. { والإشاعة طلعت ماسورة!! كم سمعنا من اشاعات حول رحيل رؤساء عرب أو فنانين كبار مثل رحيل الرئيس بوتفليقة وزواج النجم نور الشريف من ساندي؟ إن إشاعة المكالمات الهاتفية التي تؤدي إلى الوفاة، نجدها قد وجدت مرتعاً خصباً لدى جميع الشرائح الاجتماعية سواء الأمي منها أم المثقف، إذ أنها لم تنتشر فقط بين البسطاء في الأوساط الشعبية بل تسللت إلى عقول المستنيرين أيضاً بالرغم من معرفة الجميع بأن الاشاعة غالباً ما تكون كاذبة والاستوثاق من صحتها (ماعاوز ليهو درس عصر). وأخطر الاشاعات تلك التي تتردد على اتساع وطن بأكمله وهذا ما حدث بالنسبة لإشاعة المكالمات القاتلة، حيث وجدت تبنياً ورعاية من فئات كثيرة بل صار المرددون لها ينسجون حولها الكثير من الأقاويل ذات الشطحات الغريبة، من مبالغة وتشويه وتهويل، دون النظر في نتائج ذلك أو الشيء الذي يمكن أن ينتج منها. هل هذه الإشاعة من قبيل تنفيس احتقان؟.. وأي إحتقان؟ لأن الاشاعة تكثر في حالات القلق والأزمات حيث يتحول الهلع إلى خوف وهنا نستذكر مقولة الإمام علي :(احذروا الكلام في مجالس الخوف، فإن الخوف يذهب العقل الذي منه نستمد). ترى ما هو الدافع وراء اختلاف هذه الاشاعة وترويجها بين الملأ؟ هل وراءها نوايا سيئة مبيتة؟ أم هي جس نبض للرأي العام لتمرير أجندة معينة ليست بالضرورة أن تكون سياسية؟! نعلم أن الاشاعة الخبيثة تهدف إلى التدمير والتحطيم لأنها من الأمراض الفتاكة سياسياً واجتماعياً وثقافياً، خاصة حينما تقابل بإشاعة مماثلة، لأنها تهز التماسك الاجتماعي بالرغم من أن عمرها يكون قصيراً. إن الإعلام المكتوب أو المرئي أو المسموع يتحمل قدراً لا يستهان به من الترويج للإشاعة، بل يعد من آليات اشتغالها، خاصة إذا انتفت الحدود الفاصلة بين الإشاعة كظاهرة مدمرة وبين نشرها كمعلومة من وجهة مهنية بحتة. إن الإشاعة تستغل كحرب نفسية إما بوازع الانتقام وزعزعة المواقف أو استعمالها كبالون اختبار. ودائماً الاشاعة تقيد ضد مجهول لأن منتجها من الذكاء بمكان بالرغم من أن المتلقي لها غير محصور في الطبقة الجاهلة الساذجة لأنها تجد أيضاً قبولاً واسعاً لدى الطبقة المتعلمة حتى وإن كانت (بعيدة عن العقل.. غارقة في الوهم) وفقا لتلك الإشاعة هل نقول إننا نعيش زمن الأسطورة والخرافة؟! { الإنفصال إن شاء الله يطلع إشاعة!! { يقال إن الرئيس الأسبق جعفر نميري- عطر الله ثراه- طلب سكرتيراً له لا يأكل الحرام أبداً، فاختاروا له رجلاً صالحاً ولكنه نحيف جداً وكأنه جلد على عظم. فلما نظر إليه النميري قال: هذا لا يأكل حراماً ولا يأكل حلالاً!!